الجمعة, 5 ديسمبر 2025 01:08 PM

معركة تحرير حماة: الثوار يسيطرون على قلب سوريا ويحققون انتصارات استراتيجية

معركة تحرير حماة: الثوار يسيطرون على قلب سوريا ويحققون انتصارات استراتيجية

شكّلت معركة تحرير حماة نقطة تحول حاسمة في ملحمة “ردع العدوان”، حيث أضعفت النظام وشتتت قواته في مناطق غير استراتيجية. هذا الإنجاز أنهى حقبة مظلمة وبدأ فجراً جديداً، مؤكداً استمرار الثورة نحو النصر.

جاءت هذه المعركة بعد انتصارات الثوار في حلب، حيث توجهت العمليات العسكرية إلى حماة لمواجهة استهداف المدنيين. تحول قلب سوريا إلى ساحة حاسمة، ومنح الثوار موقعاً استراتيجياً عزز وجودهم.

أكد حسن عبد الغني، القيادي في إدارة العمليات العسكرية، أن التقدم نحو حماة واجب لتحريرها وحماية سكانها من قصف النظام، مشيراً إلى أن المعركة ستحدد مسار الصراع نحو دمشق.

رغم التقدم الواسع، انسحبت القوات لاحقاً من القرى والبلدات والمواقع الاستراتيجية، مثل قاعدة اللواء 87، دون تفسير فوري. تبين لاحقاً أن هذا التراجع كان جزءاً من خطة إعادة تموضع تكتيكية.

في فجر الخامس من كانون الأول 2024، أعلنت إدارة العمليات العسكرية دخول مدينة حماة للمرة الأولى، عبر المحور الشرقي. هذا الاختراق الاستراتيجي شكل نقطة تحول وأكد قدرة الثوار على استثمار عنصر المفاجأة.

في الريف الشمالي والغربي لحماة، أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” تحرير بلدات ومدن “كفرزيتا واللطامنة ومورك والأربعين وتل سكيك ومعركبة ولحايا وعطشان وتل بزام والبويضة” في إطار عملية ردع العدوان.

في الأول من كانون الأول 2025، سيطرت قوات الثوار على مناطق استراتيجية وزادت من تأمين خطوط الإمداد نحو ريف حماة الأوسط.

تم تحرير معان والكبارية وكوكب شمالي حماة، والسيطرة على جبل شحشبو في شمالها الغربي.

تم تحرير قرى الطليسية والشعثة والفان الشمالي وتلة الراي وطيبة الاسم في ريف حماة الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة استخدم فيها النظام قذائفه وصواريخه.

حرر الثوار السمّان والقريتين وعين الحلوة، مع إحكام الطوق على محاور النظام في الريف الأوسط.

بدأت الاشتباكات في جنوب المحافظة، وتم تحرير قرى استراتيجية.

حرر الثوار خربة قسطون والحواش وكفرزيتا الجنوبي، فيما لجأت قوات النظام إلى مشارف مدينة حماة.

في الثاني من كانون الأول، تم تحرير قرية قصر أبو سمرة ومدينة كرناز في ريف حماة الشمالي.

تم تحرير مدينة قلعة المضيق وقرى عدة في سهل الغاب شمال غربي حماة.

تم إغلاق جميع المنافذ أمام أي التفاف أو هجوم معاكس، وأصبحت الجبهة الشمالية قاعدة آمنة للتوسع نحو الوسط والجنوب، وتم تأمين مدينة حلب والتوجه نحو حماة.

في الثالث من كانون الأول، تم تحرير مدن صوران وطيبة الإمام وحلفايا ومعردس بريف حماة الشمالي، وتحرير 13 قرية، أهمها الرهجان ومعرشحور بريف حماة الشرقي.

في الرابع من كانون الأول، تم تحرير الفرقة 25 ومدرسة المجنزرات وقرى المباركات ورسم البغل وعويجة والعيور وكاسون الجبل في ريف حماة الشرقي، وتحرير السعن وسروج ومعسكرها والشيخ هلال في ريف حماة الشرقي، وتحرير رحبة خطاب ومستودعاتها في ريف حماة الغربي، وتحرير قرى المجدل وتل بيجو والشيروسوبين وبلدة خطاب في ريف حماة الغربي، وتطويق الأطراف الغربية والشمالية لمدينة حماة.

تمت السيطرة على جبل كفراع الاستراتيجي المطل على القسم الشرقي من حماة، مما سمح بالسيطرة على جبرين وحي الصواعق والاقتراب من أحياء القصور والفيحاء وغرناطة.

في فجر الخامس من كانون الأول، بدأ الثوار بالضغط على مدينة حماة، وتم تحرير المناطق الصناعية وحي المزارع الغربية، وحي باب النصر وحي الشاغور.

تم تحرير أحياء عدة والسجن المركزي بالمدينة، وتم إعلان التحرير الكامل لمدينة حماة بعد انسحاب آخر عناصر النظام من الأحياء الشرقية والغربية، وتم تمشيط جبل زين العابدين وقمحانة ومطار حماة العسكري.

بدأت أرتال عملية “ردع العدوان” بالوصول إلى ريف حمص الشمالي.

مع خسارة جيش الأسد لمناطقه في حلب وإدلب، أعاد تجميع قواته في حماة، وكان جبل زين العابدين يمثل الدرع الحقيقي لقوات النظام. ومع دخول قوات ردع العدوان إلى المدينة، انسحب جيش الأسد من مطار حماة العسكري، وتوجهت أرتاله إلى حمص.

أصدرت إدارة العمليات العسكرية رسائل طمأنة، معتبرةً أن سوريا المستقبل لن تكون طائفية.

دخول مدينة حماة كان التحول الأكثر تأثيراً بعد تحرير حلب، حيث تمت إعادة رسم خرائط السيطرة في وسط البلاد.

ترجع أهمية معركة حماة إلى اعتبارات استراتيجية عدة، أولها أن حماة تعد بمثابة قلب سوريا الجغرافي، وأن تحرير حماة سمح لقوات الثوار بربط الشمال بالمناطق الوسطى، إضافة إلى وجود مطار عسكري كبير ومستودعات هائلة للسلاح.

معنوياً تشكل حماة رمزية تاريخية في الوعي السوري، نظراً لما ارتكبه النظام من مجازر بحق أهلها عام 1982.

معركة حماة شكلت بداية انهيار خطوط دفاع النظام في الوسط السوري، ومنعطفاً حاسماً في مسار السعي نحو إسقاط نظام الأسد.

أخبار سوريا الوطن١-سانا

مشاركة المقال: