الإثنين, 24 نوفمبر 2025 04:07 PM

مناورات عسكرية إسرائيلية مفاجئة في الجولان: هل تعرقل جهود المصالحة مع سوريا؟

مناورات عسكرية إسرائيلية مفاجئة في الجولان: هل تعرقل جهود المصالحة مع سوريا؟

في تصعيد يلقي بظلاله على المفاوضات السورية الإسرائيلية، أطلق جيش الاحتلال مناورات عسكرية غير متوقعة في مرتفعات الجولان ومزارع شبعا على الحدود اللبنانية، اليوم الاثنين. وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية أن هذه الخطوة تأتي وسط حالة من الغموض بشأن الموقف الإسرائيلي من التفاهم الأمني مع دمشق.

وأشارت “معاريف” إلى أن المناورات ستستمر لمدة يومين، وتهدف إلى تقييم وتعزيز جاهزية الجيش الإسرائيلي لمختلف السيناريوهات المحتملة من خلال التدريب على تنفيذ الأوامر. وعلق حسام نجار، الكاتب والمحلل السياسي السوري، لقناة حلب اليوم، على هذه الخطوة قائلاً إن إسرائيل لا تزال تعتبر نفسها قوة لا تقهر، وأن التعنت والعدوان الإسرائيلي مستمر ضد الأراضي السورية والعربية. وأضاف أن إسرائيل تتصرف فوق القانون، وتستغل انشغال الحكومة السورية بترتيب الأوضاع الداخلية وتوطيد العلاقات مع الدول الإقليمية والغربية للتوسع في الأراضي السورية.

هل تسعى واشنطن للعودة إلى اتفاق 1974 كما تطالب سوريا؟ تعتمد دمشق على دعم أمريكي في المفاوضات، كما صرح الرئيس أحمد الشرع خلال زيارته الأخيرة لواشنطن. ويرى نجار أن واشنطن لم تحسم موقفها بعد، فهي تسعى إلى منطقة مستقرة لتحقيق أهداف ترامب الاقتصادية والديمغرافية، بالإضافة إلى ضمان أمن إسرائيل الاستراتيجي.

وأكد نجار أن الحكومة السورية تأمل في دعم أمريكي للعودة إلى اتفاق فصل القوات عام 1974، من خلال تحركات دبلوماسية مكثفة، مثل زيارة موسكو. ورجح أن “أمريكا لا تريد أن تعود موسكو للواجهات وستفرض رؤيتها على نتنياهو بخصوص الجولان والتوغلات الجديدة”.

وفيما يتعلق بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي مع إسرائيل، أوضح نجار لقناة حلب اليوم أن السياسة غير يقينية، وأن الحل الدبلوماسي ممكن لكنه يواجه تحديات كبيرة، خاصة بالنسبة لسوريا التي تسعى إلى إصلاح العلاقات في مختلف الاتجاهات. وأشار إلى أهمية تشكيل قوة سياسية تدعم الموقف السوري بموافقة أمريكية وضغط من الرئيس ترامب، معتبراً أن “السياسة قابلة للتفاوض لذلك تعتمد إسرائيل على السقف الأعلى بطلباتها كي تصل إلى ما تريد، أما الدولة السورية فيعزز موقفها صلابة الشعب السوري ورغبته في العيش بأرضه بسلام وأمان لكن دون التنازل عن ذرة تراب منها، لذلك ينطلق عمل الحكومة السورية من هذا الأساس”.

وتجري المناورات تحت إشراف رئيس الأركان، اللواء إيال زامير، وتعتبر اختباراً مفاجئاً لجاهزية الفرقة 210 لأي طارئ. وتشمل التدريب على تقييم الأوضاع واتخاذ القرارات على جميع المستويات، وتفعيل الجاهزية وإدارة القوات في منطقة الحرب، وفقاً للمصادر العبرية.

وذكرت المصادر أنه “خلال التمرين، سيتم الشعور بحركة نشطة للقوات في مرتفعات الجولان والوديان، وسماع أصوات انفجارات في المنطقة، وحركة الطائرات في المنطقة وغيرها من الأصول الجوية، ويجرى التمرين كجزء من جدول تمارين شعبة العمليات، بالتزامن مع تطبيق وتنفيذ الخطط العملياتية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد تم تحديد هذا التمرين مسبقاً كجزء من خطة التدريب السنوية لجيش الاحتلال الإسرائيلي لعام 2025”.

مشاركة المقال: