الجمعة, 10 أكتوبر 2025 08:07 PM

من الرقة إلى الريف: فاطمة الناشف تحول مرض أطفالها إلى دافع للنجاح

من الرقة إلى الريف: فاطمة الناشف تحول مرض أطفالها إلى دافع للنجاح

في قرية حوجة زهرة، جنوب مدينة الرقة، تتألق قصة فاطمة الناشف، المرأة الريفية التي استطاعت بعزيمتها وإصرارها أن تتغلب على مصاعب الحياة. تركت فاطمة مهنة الخياطة في المدينة لتتجه نحو صناعة المونة في الريف، سعيًا لتوفير دخل يساعدها في علاج أطفالها المصابين بمرض الكلى ودعم أسرتها في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

تقول فاطمة الناشف في حديث لـ"سوريا 24": "كنت أعمل في الخياطة عندما كنا نعيش في المدينة، ولكن بعد انتقالنا إلى الريف، لم أعد قادرة على ممارسة المهنة بنفس الطريقة. لذلك، قررت أن أتجه إلى صناعة المونة المنزلية، معتمدة على منتجات بستاني الخاص."

انطلقت فاطمة بمواردها المتواضعة لتأسيس مشروعها الصغير، مستغلة محاصيل أرضها الموسمية مثل ورق العنب، مربى الورد، ودبس الرمان، لتحويلها إلى منتجات طبيعية تسوقها في القرية والمناطق المجاورة.

تعيش فاطمة حياة مليئة بالتحديات بسبب مرض الكلى الذي يعاني منه أطفالها، والذي يتطلب رعاية طبية مستمرة وتكاليف باهظة. وتوضح: "أطفالي بحاجة إلى علاج دائم، وتكاليف العلاج مرتفعة جدًا. لذلك، أعمل في صناعة المونة لأتمكن من المساهمة في تأمين احتياجاتهم اليومية وتغطية نفقات علاجهم."

بفضل عملها الدؤوب، تمكنت فاطمة من تحويل عملها المنزلي إلى وسيلة فعالة لدعم أسرتها وتخفيف الأعباء المادية التي تثقل كاهلها.

لا تقتصر صناعة المونة لدى فاطمة على موسم معين، بل أصبحت عملًا مستمرًا على مدار العام. وتقول: "أعمل طوال العام في تحضير المونة، فاحتياجاتنا مستمرة ودخلنا محدود. لذلك، أحاول الاستمرار في الإنتاج بشكل دائم لضمان مصدر رزق ثابت." تعكس كلماتها روح المرأة الريفية الصامدة التي لا تعرف الاستسلام، بل تواصل العمل بإرادة قوية رغم قسوة الظروف.

تعتبر فاطمة الناشف نموذجًا ملهمًا في الإصرار والاعتماد على الذات، حيث استطاعت تحويل واقعها الصعب إلى فرصة حقيقية للنجاح. من خلال مشروعها الصغير، ساهمت في تحسين ظروف أسرتها، وأثبتت أن الإرادة والعزيمة قادرتان على تغيير الواقع مهما كانت التحديات. قصة فاطمة ليست مجرد تجربة شخصية، بل هي رسالة أمل تجسد قدرة المرأة الريفية السورية على الصمود والإبداع، وتحويل المعاناة إلى طاقة إيجابية لبناء حياة أفضل لها ولأسرتها.

مشاركة المقال: