في خطوة تهدف إلى إعادة دمجهم في المجتمع، أطلق فريق "عقمها" التطوعي في دمشق وريفها مبادرة مجتمعية فريدة لدعم المحررين من المعتقلات. تركز المبادرة على تمويل مشاريع صغيرة تساعدهم على استعادة مصادر رزقهم التي فقدوها خلال فترة الاعتقال.
أنس مالك سليمان، مسؤول المبادرة، صرح لمنصة سوريا 24: "بدأنا المرحلة الأولى بتدريب 10 محررين لمدة خمسة أيام، من 27 نيسان إلى 1 أيار 2025. تلقوا برنامجًا مكثفًا لتطوير مهاراتهم الإدارية والفنية لتتناسب مع مشاريعهم المقترحة."
المرحلة التالية تتضمن تقييم المشاريع من قبل لجنة مختصة تضم ممثلين عن الجمعية المنظمة وخبراء في المشاريع المتناهية الصغر وجهات ممولة. سيتم تمويل ما لا يقل عن خمسة مشاريع مبدئيًا بمبالغ تتراوح بين 500 و1000 دولار، يتم جمعها حاليًا من التبرعات.
يستهدف التمويل أصحاب المهارات الحرفية والمهنية كالنجارين وفنيي الألمنيوم والطهاة وسائقي سيارات النقل، الذين فقدوا أدواتهم ومحالهم بسبب الاعتقال. تهدف المبادرة إلى مساعدتهم على استعادة مصادر رزقهم.
تتضمن المشاريع أفكارًا مبتكرة تتناسب مع الظروف المادية المحدودة، مثل تحويل صالون الحلاقة إلى مشروع متنقل أو الاستفادة من سيارات النقل المتضررة في نقل المساعدات.
تسعى المبادرة لخلق فرص عمل مستدامة من خلال طباعة بطاقات تعريفية للحرفيين وتسويق خدماتهم، خاصة في مناطق الريف التي تفتقر إلى بعض هذه المهن.
ستراعي لجنة الاختيار الوضع الاجتماعي والمادي للمشاركين في حال عدم القدرة على تمويل جميع المشاريع في الدفعة الأولى، وسيتم تحويل البعض إلى دفعات قادمة.
المبادرة لا تقتصر على التمويل، بل ستتابع المشاريع لمدة ثلاثة أشهر بعد انطلاقها، مع إمكانية تقديم دعم إضافي لاحقًا. كما تسعى للتعاون مع مصارف الإقراض الصغيرة لمنح قروض ميسرة في المستقبل.
محمد رفيق الشيخ، أحد المستفيدين من مدينة عربين، والذي قضى ست سنوات في المعتقل، أعرب عن امتنانه للمبادرة وأمله في أن تساعده على تلبية احتياجاته وتأمين فرصة عمل.
تعتبر هذه المبادرة استكمالًا لجهود سابقة لدعم المحررين، شملت تقديم خدمات طبية ونفسية، على أمل أن تكون نقطة انطلاق جديدة نحو حياة مستقرة وكريمة.