السبت, 27 سبتمبر 2025 03:18 PM

نتنياهو في ورطة: ترامب يرفض ضم الضفة الغربية والعرب يحذرون من تداعياته

نتنياهو في ورطة: ترامب يرفض ضم الضفة الغربية والعرب يحذرون من تداعياته

في ظل تزايد الاعتراف الغربي بالدولة الفلسطينية، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة من اليمين لضم الضفة الغربية. هذه الخطوة، التي قد ترضي قاعدته السياسية، تحمل في طياتها مخاطر جمة بالنسبة لنتنياهو.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد يوم الخميس، أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، مشددًا على موقفه هذا أمام قادة الدول العربية والإسلامية خلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

إلا أن إقدام إسرائيل على ضم الضفة الغربية، كليًا أو جزئيًا، يعرض نتنياهو لمخاطر كبيرة. تكمن المشكلة في أن هذه الخطوة قد تقوض سنوات من الجهود المبذولة لتطبيع علاقات إسرائيل مع العالم العربي بموجب اتفاقيات أبراهام، التي يعتبرها ترامب إنجازًا بارزًا في سياسته الخارجية خلال ولايته الأولى.

ويرى محللون أنه في حال عدم الضم، يمكن لإسرائيل أن تتخذ إجراءات لزيادة الضغط على الاقتصاد الفلسطيني، أو تقليص العلاقات القنصلية مع فرنسا، التي تقود الجهود الرامية للاعتراف بدولة فلسطينية، وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

مع تفاقم عزلة إسرائيل الدولية، يجد نتنياهو نفسه مضطرًا للموازنة بين إنهاء آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم وبين الإضرار بالعلاقات مع العالم العربي، وربما مع الولايات المتحدة.

تعتبر الدول العربية الضم خطًا أحمر، محذرة من أن هذه الخطوة قد تقوض الاتفاقيات القائمة، أو على الأقل تمنع توسيعها، مما يؤثر سلبًا على آمال ترامب في ترسيخ إرثه كصانع سلام.

كما أن الضم الكامل أو الجزئي سيؤكد مدى بعد احتمال قيام دولة فلسطينية. ومع ذلك، يرى العديد من الفلسطينيين أن سياسات إسرائيل تجاه الضفة الغربية، بما في ذلك القيود الصارمة على حركة الفلسطينيين والبناء في الأراضي، تعتبر بالفعل ضمًا بحكم الواقع، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

في عهد نتنياهو، وسعت إسرائيل بشكل مطرد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، في حين فرضت حكومته اليمينية المتطرفة سيطرة أكبر على أمن المنطقة ومواردها المالية. وقد قررت إسرائيل مؤخرًا المضي قدمًا في مشروع استيطاني مثير للجدل من شأنه عزل مجتمعات فلسطينية رئيسية وتعقيد آفاق قيام دولة فلسطينية.

يعيش نحو ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، التي تسيطر عليها إسرائيل منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967. كما يعيش نحو نصف مليون إسرائيلي في الضفة الغربية، في مستوطنات منتشرة في أنحاء الأراضي التي يعتبرها الفلسطينيون ومعظم دول العالم غير قانونية.

استولت إسرائيل على الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب النكسة عام 1967. ويريد الفلسطينيون أن تشكل هذه المناطق الثلاث دولتهم المستقبلية. ويقولون، مثلهم مثل معظم المجتمع الدولي، إن الضم سيقضي على أي احتمال متبقٍ لحل الدولتين، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع دوليًا على أنه السبيل الوحيد لحل الصراع المستمر منذ عقود.

وتبدو تعليقات ترامب تصعيدًا نادرًا للضغط على نتنياهو في الوقت الذي يوسع عمليته العسكرية ضد “حماس” في غزة. ويأتي موقفه في الوقت الذي يحاول فيه التوسط لوقف إطلاق النار ما قد يمهد الطريق لإعادة إعمار غزة.

ومع ذلك، أفادت وكالة “أسوشيتيد برس” بأن هناك بعض الشكوك حول قدرة ترامب على إجبار نتنياهو على اتخاذ قرار في هذا الشأن، فيما قالت “وول ستريت جورنال” إن العلاقة بينهما موضع تدقيق بعد أن تحدى نتنياهو مراراً وبشكل علني رغبات الرئيس الأميركي: أراد ترامب التوصل إلى اتفاق لتفكيك برنامج إيران النووي، لكن إسرائيل شنت هجمات على البلاد التي انضمت إليها الولايات المتحدة لاحقاُ. وقامت إسرائيل بضرب ممثلي “حماس” السياسيين في الدوحة عاصمة قطر حليفة الولايات المتحدة، دون إخطار واشنطن مسبقاً، حسبما قال مسؤولون في الإدارة.

ومع أن نتنياهو حذر من أن إسرائيل سترد على الجهود الرامية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، لكنه لم يحدد ما سيفعله. وقال إن إسرائيل سترد على الاعتراف بفلسطين بعد اجتماعه مع ترامب.

ويقول الخبير في الشؤون الاسرائيلية فايز عباس لـ”النهار” إن نتنياهو امتنع عن الرد الفوري بعد اعلان الدول العظمى الاعتراف بدولة فلسطين، وأعلن أنه سيرد بعد لقاء ترامب.

ويضيف: “تصريح ترامب بأنه لن يسمح لإسرائيل بالضم باعتقادي أنقذ نتنياهو من الضغط عليه من قبل وزرائه ومن قبل قادة المستوطنين الذين طالبوه بالضم لأن الضم يعني منح الفلسطينيين الهوية الإسرائيلية وتسلم إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الحياة المدنية لسكان الضفة”.

ويرى عباس أن نتنياهو “لن يفتح مواجهة مع ترامب في هذه المرحلة لأنه لم يبقَ لإسرائيل أصدقاء في العالم سوى إدارة ترامب”.

رغم ضغط حلفائه في الداخل، يدرك نتنياهو أن ضم الضفة الغربية قد يكلّفه دعم إدارة ترامب، الحليف الخارجي الأهم. في ظل عزلة دولية متزايدة، يبدو أن نتنياهو يحاول أن يوازن بين البقاء السياسي داخلياً وبين الحفاظ على ما تبقّى من علاقات إسرائيل الخارجية.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: