الخميس, 4 ديسمبر 2025 01:22 AM

ندوة في دمشق تبحث فرص الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال في دعم قطاع الأعمال السوري

ندوة في دمشق تبحث فرص الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال في دعم قطاع الأعمال السوري

نظمت غرفة تجارة دمشق بالتعاون مع الجمعية السورية للمعلوماتية ندوة حوارية في دمشق تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال: فرصة جديدة لقطاع الأعمال في سوريا"، وذلك بحضور عدد من الصناعيين والتجار والمهتمين. وهدفت الندوة، التي استضافتها قاعة محاضرات غرفة تجارة دمشق، إلى تعريف أصحاب الأعمال بمفهوم الذكاء الاصطناعي، وتوضيح تأثيره على اتخاذ القرارات وإدارة المخاطر، بالإضافة إلى شرح التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في قطاعات التجارة والصناعة والخدمات. كما ناقشت الندوة كيفية بدء الشركات السورية الصغيرة والمتوسطة بالتحول نحو الذكاء الاصطناعي، ودور الجمعية السورية للمعلوماتية في هذه العملية التنموية.

أكد عصام الغريواتي، رئيس غرفة تجارة دمشق، في كلمته الافتتاحية، أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً محورياً في تطوير الاقتصاد وتعزيز كفاءة الأعمال، ولم يعد مجرد مفهوم نظري. وأشار إلى أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً واسعة أمام قطاعات التجارة والصناعة والخدمات، ويسهم في دعم اتخاذ القرارات وتمكين أصحاب الأعمال من مواكبة أدوات المستقبل، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد السوري. واعتبر الغريواتي الندوة فرصة عملية لربط المعرفة العلمية بالتطبيق الواقعي، وصياغة رؤية واضحة حول كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بما يتناسب مع احتياجات البيئة المحلية وإمكاناتها، مع الوعي بالمخاطر والتحديات المصاحبة له.

من جانبه، قدم سنان حتاحت، مدير الجمعية السورية للمعلوماتية، عرضاً مفصلاً حول التحديات الأمنية والتقنية والبشرية التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل تزايد الهجمات السيبرانية على المؤسسات والأنظمة، والحاجة لتأمين البيانات التجارية وحمايتها، وضعف البنية التحتية التقنية في بعض المؤسسات، والفجوة الرقمية بين الكوادر، وغياب التشريعات الواضحة لتنظيم الذكاء الاصطناعي، ومقاومة التغيير داخل المؤسسات التقليدية. وحدد حتاحت القطاعات الواعدة للمشاريع الناشئة، والتي تشمل الخدمات المهنية الآلية (محاسبة- قانون- صحة)، والتعليم الرقمي ومنصات التجارة الإلكترونية، والخدمات اللوجستية الذكية، وحلول الدفع والتحول المالي والطاقة وإدارة الاستهلاك والتحسين، والزراعة الذكية وإدارة الموارد. وشدد على دور الجمعية في نشر ثقافة التحول الرقمي في المؤسسات، وتقديم برامج تدريب وتأهيل متخصصة، وتطوير قدرات الكوادر الحكومية والخاصة، وتنظيم مسابقات ومبادرات تقنية وطنية، وتعزيز المهارات الرقمية لدى الشباب، ودعم تطوير المشاريع التقنية الناشئة، وتوفير بيئة تشاركية بين القطاعين العام والخاص.

وفي محور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التجارة والصناعة والخدمات، أوضح مروان بوز العسل، عضو اللجنة الإدارية للجمعية بدمشق، أنها تشمل التسعير الديناميكي من خلال تعديل الأسعار حسب مستوى الطلب، وتحسين الهامش الربحي، والتنبؤ بالطلب والمخزون، وتحليل اتجاهات السوق والمنافسين ومراقبة أسعارهم لحظياً. وأشار بوز العسل إلى أن خطوات إدخال الذكاء الاصطناعي في الأعمال تتضمن تحديد الأولويات التجارية، وجمع البيانات وتنظيمها واختيار الحلول المناسبة، مثل روبوتات المحادثة وتطوير نماذج خاصة لكل شركة، مبيناً مجالات أدوات الذكاء الاصطناعي في القطاع التجاري والصناعي، والتي تتضمن خدمة العملاء، والتسويق وتحليل البيانات، والتحليل العاطفي والدردشة الذكية. بدوره، تحدث محمد حيان السباعي، عضو اللجنة الإدارية للجمعية بدمشق، عن أهمية تبني التجار وأصحاب الأعمال العقلية الرقمية، والبدء بمشاريع صغيرة قابلة للتطوير، مثل أتمتة التواصل مع العملاء أو تحليل المبيعات البسيط، مشيراً إلى ضرورة تدريب الكوادر، والمشاركة في بناء الحلول بالتعاون مع المطورين المحليين لصنع أدوات ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات السوق السورية الخاصة. ويعتبر توجه غرفة تجارة دمشق لإقامة ندوات متخصصة حول الذكاء الاصطناعي خطوة استراتيجية نحو مواكبة التحولات العالمية في بيئة الأعمال، حيث تسعى إلى نشر المعرفة الرقمية بين الفاعلين الاقتصاديين، وبناء وعي عملي بالتقنيات الحديثة، وتهيئة بيئة تجارية أكثر استعداداً لاستثمار الفرص التي يتيحها الاقتصاد الرقمي.

مشاركة المقال: