الجمعة, 2 مايو 2025 11:14 AM

نزوح جماعي من ريف السويداء الشمالي بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة

نزوح جماعي من ريف السويداء الشمالي بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة

شهدت عدة قرى تابعة لناحية "الصورة الصغيرة" بريف "السويداء" الشمالي حركة نزوح للأهالي باتجاه الجنوب بالتزامن مع التوترات التي تعيشها المنطقة.

وقالت مصادر محلية أن أعداداً كبرى من أهالي قرية "لاهثة" غادروا منازلهم متجهين جنوباً نحو مدينتي "شهبا" و"السويداء". وأوضحت المصادر أن حركة النزوح شملت عدة قرى واقعة على طريق "دمشق-السويداء" أو قريبة منه، مثل "خلخلة، أم حارتين، حزم" بعد ليلة عاصفة عاشتها بلدة "الصورة الكبرى" القريبة.

وقالت "بثينة شلغين" من فريق "صبايا ونساء" إن مدينة "شهبا" استقبلت أكثر من 100 عائلة قادمة من الريف الشمالي بعد هجمات الأمس. وأضافت أنه تم استقبال 50 عائلة في مركز المدينة وتعاون مجلس مدينة "شهبا" وفرق تطوعية على استقبال النازحين وتأمين أماكن إقامة مناسبة لهم حيث تم استقبال عدد من العائلات في الكنيسة وتعاونت الفرق التطوعية والأهالي على تأمين منازل للإيجار والإقامة، فيما عملت عدة فرق على تأمين وجبات طعام وأغطية ومستلزمات مثل الحليب وأغذية الأطفال للنازحين.

وقال موقع المحلي أن "جماعات متطرفة" شنّت مساء أمس هجوماً بمختلف أنواع الأسلحة على بلدة "الصورة الكبرى" بريف "السويداء" واستهدفت البلدة بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، ما أدى إلى نزوح عدد من أهالي القرية هرباً من نيران المعارك.

وأفادت صفحة أن المجموعات التي هاجمت "الصورة الكبرى" انسحبت منها فيما دخلت قوات الأمن العام إليها، وسط أنباء عن ارتكاب المجموعات "المتشددة" جريمة قتل واحدة على الأقل وأحرقت عدداً من البيوت.

اشتباكات أخرى شهدتها قرية "كناكر" وبلدة "عرى" خلال ساعات الليل، فيما شيّعت مدينة "صلخد" اليوم 11 شخصاً من أبنائها الذين فارقوا الحياة إثر تعرضهم لكمين على طريق "دمشق-السويداء" أثناء توجههم نحو "صحنايا" و"أشرفية صحنايا" أمس إثر التوترات الحاصلة هناك.

في حين، قالت وكالة الرسمية اليوم أن قوات الأمن العام انتشرت في "الصورة الكبرى" لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين عودة السكان إلى منازلهم. وزار محافظ "السويداء" "مصطفى البكور" وقائد الفرقة 40 في الجيش السوري العقيد "بنيان الحريري" بلدة "الصورة الكبرى" لمتابعة انتشار قوات الجيش والأمن العام بحسب .

التوترات في "صحنايا" و"أشرفية صحنايا" تراجعت نسبياً اليوم عمّا كانت عليه أمس، حيث نقلت وكالة سانا أن الحياة الطبيعية عادت إلى "أشرفية صحنايا" وسط انتشار قوات الأمن العام في البلدة لضبط الأمن والحفاظ على سلامة الأهالي.

وأفاد أن المواجهات في "جرمانا" و"أشرفية صحنايا" أودت بحياة 47 شخصاً بينهم 16 عنصراً من قوات الأمن العام.

هذه التطورات جاءت عقب تظاهرات خرجت في البداية احتجاجاً على تسجيل صوتي مسيء للنبي "محمد" وتحوّلت إلى التحريض الطائفي مع اتهام أحد مشايخ "السويداء" بالمسؤولية عن التسجيل رغم نفيه لذلك وإعلان وزارة الداخلية أيضاً أنه لم يثبت صدور التسجيل عن الشخص المتهم.

لكن أصوات التحريض الطائفي وخطاب الكراهية كانت أعلى من لغة العقل، وأشعلت أعمال العنف في "جرمانا" ثم "صحنايا" و"أشرفية صحنايا" وامتدت إلى ريف "السويداء" في ظل تحذيرات واسعة من جرّ البلاد إلى اقتتال أهلي وطائفي.

مشاركة المقال: