الجمعة, 3 أكتوبر 2025 10:06 PM

هجوم مانشستر: الكشف عن هوية المهاجم السوري البريطاني والشرطة تحقق في إطلاق نار محتمل على الضحايا

هجوم مانشستر: الكشف عن هوية المهاجم السوري البريطاني والشرطة تحقق في إطلاق نار محتمل على الضحايا

أعلنت شرطة مانشستر الكبرى عن إصابة اثنين من ضحايا هجوم مانشستر بطلقات نارية. وأوضحت الشرطة أن الطبيب الشرعي التابع لوزارة الداخلية توصل إلى "نتيجة أولية" تشير إلى أن "أحد الضحايا المتوفين عانى من جرح يتوافق مع إصابة ناجمة عن طلق ناري".

تشير التحقيقات الأولية إلى أن المشتبه به، جهاد الشامي، لم يكن بحوزته سلاح ناري، وأن الطلقات النارية الوحيدة أطلقت من قبل أحد ضباط الشرطة. وأضافت الشرطة أنه "من المحتمل للأسف أن تكون هذه الإصابة قد حدثت كنتيجة مأساوية وغير متوقعة للإجراء العاجل الذي اتخذه رجال الأمن لإنهاء هذا الهجوم الوحشي".

كما أفادت الشرطة بأن "أحد الضحايا الثلاثة الذين يتلقون العلاج حالياً في المستشفى قد أصيب أيضاً بطلق ناري، وهو لحسن الحظ لا يُهدد حياته".

وكانت الشرطة البريطانية قد أعلنت عن أسماء الضحيتين اللذين قُتلا، صباح الخميس، داخل كنيس يهودي في منطقة كرومبسال شمالي مدينة مانشستر، وهما أدريان دولبي (55 عاماً) وميلفين كرافيتس (66 عاماً).

في سياق متصل، تحدثت بي بي سي مع أعضاء من المجتمع اليهودي الذين يعيشون بالقرب من الكنيس في كرومبسال، حيث عبرت زيبي عن مخاوفها بشأن سلامة ابنتها مع اقترابها من سن المراهقة، وقالت إنها ستعيد التفكير في مستقبلهم كعائلة في المنطقة.

وأضافت: "لقد سألني ابني ذو السنوات الخمس أمس، عندما كانت هناك أربع مروحيات تحلّق فوق رؤوسنا طوال اليوم: هل هذا ما يحدث في كل عيد كيبور؟ قلتُ لا، هذا ليس طبيعياً".

الهجوم الذي تزامن مع يوم كيبور (الغفران)، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، بينهم حارس أمن، وفقاً لشرطة مانشستر الكبرى.

وأعلنت الشرطة البريطانية أنها تمكنت من تحديد هوية منفّذ هجوم الكنيس اليهودي، في منطقة كرومبسال شمالي مدينة مانشستر، وهو جهاد الشامي، بريطاني من أصل سوري يبلغ من العمر 35 عاماً، قاد سيارته نحو المارّة خارج كنيس هيتون بارك هيبرو كونغريغيشين قبل أن يهاجمهم بسكين، وقد قُتل برصاص الشرطة في مكان الحادث.

تشير المعلومات إلى أن الشامي دخل المملكة المتحدة طفلاً صغيراً وحصل على جنسيتها عام 2006 عندما كان لا يزال قاصراً. وأوضح قائد الشرطة، ستيفن واتسون، أن المشتبه به كان يرتدي "سترة تشبه عبوة ناسفة"، لكن تبيّن لاحقاً أنها غير صالحة للاستخدام.

ولم يرد اسم الشامي في السجلات الأولية لشرطة مكافحة الإرهاب وأجهزة الأمن، ولا يُعتقد أنه كان يخضع لتحقيق نشط، وفقاً لوكالة بي إيه البريطانية. وتواصل السلطات حالياً التحقيق لمعرفة ما إذا كان اسمه ارتبط بتحقيقات أخرى في السابق.

كما أعلنت شرطة مانشستر الكبرى اعتقال ثلاثة أشخاص آخرين للاشتباه بصلتهم بالإرهاب، وهم رجلان في الثلاثينات من عمرهما وامرأة في الستينات.

وأظهر مقطع فيديو صوت أحد رجال الشرطة، وهو يقول: "ابتعدوا. إن لم تكونوا متورطين، ابتعدوا، ابتعدوا… لديه قنبلة، ابتعدوا!". لكنّ متحدثاً باسم الشرطة قال إن "الجهاز المشبوه الذي كان يرتديه المهاجم أثناء الحادث تم تقييمه وتبيّن أنه ليس مادة متفجرة قابلة للاستخدام".

ووفقاً للشرطة فإنها تلقت بلاغاً عند الساعة 9:31 صباحاً بالتوقيت المحلي، عن سيارة صدمت مصلّين أمام الكنيس، قبل أن يُقدِم رجل على طعن عدد منهم. وأعلنت الشرطة حالة "بلاتو" الخاصة بالتعامل مع الهجمات الإرهابية واسعة النطاق بعد دقائق من البلاغ، قبل أن تطلق النار على المهاجم وتصيبه.

شهود عيان تحدثوا لبي بي سي عن مشاهد "مروعة"، حيث قال أحدهم إنه شاهد رجلاً "ينزف على الأرض" بينما كان آخر يحاول تحطيم نافذة المبنى بسكين، قبل أن تطلق الشرطة النار عليه بعد تحذيره.

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بضباط الشرطة وأمن الكنيس والحاخام دانيال ووكر، لمنعهم وقوع مأساة أسوأ. وزار ستارمر مع زوجته فيكتوريا، الجمعة، المنطقة القريبة من موقع هجوم كنيس مانشستر.

وفي بيان من القصر الملكي، قال الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا إنهما "مصدومان وحزينان بشدة" مما حدث، وأكدا أن "صلواتهما مع جميع المتضررين"، مشيدَين بسرعة استجابة أجهزة الطوارئ.

زعيمة حزب المحافظين، كيمي بادنوتش، وصفت الهجوم بأنه "اعتداء مشين على المجتمع اليهودي في أقدس أيامه"، واعتبرته "مقززاً".

ولا تزال السلطات الأمنية تطالب المواطنين بالابتعاد عن المنطقة، في حين تواصل التحقيقات لمعرفة خلفيات الهجوم وهوية المهاجم.

أكدت خدمة بي بي سي تقصّي الحقائق، أن صورة ثابتة جرى تداولها على أنها تُظهر منفّذ هجوم مانشستر، التُقطت من خارج السياج المحيط بموقع الهجوم مباشرة. ويطابق مظهر الرجل في الصورة – برأسه الحليق ولحيته وملابسه الداكنة مع أغراض بيضاء حول خصره – مظهر شخص شوهد في مقطع فيديو موثّق من موقع الهجوم وهو يتعرض لإطلاق نار من الشرطة.

صرحت وزيرة الداخلية البريطانية، شبانة محمود، لبي بي سي، بأنها تشعر بخيبة أمل إزاء استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين الليلة الماضية، قالت: "من المهم الفصل بين ما يحدث في الشرق الأوسط وما يحدث في الوطن".

وأضافت محمود أنه تم اعتقال أربعين شخصاً خلال الاحتجاجات، بمن فيهم من يُشتبه في اعتدائهم على الشرطة. وتابعت مطالِبةً مَن كانوا يفكرون في المشاركة في الاحتجاجات نهاية هذا الأسبوع بـ"التراجع قليلاً".

في هذه الأثناء، طلبت شرطة العاصمة، من منظمي الاحتجاج المؤيد للفلسطينيين المخطط له في وسط لندن، هذا الأسبوع، تأجيل أو إلغاء الحدث بسبب الموارد التي سيحتاجها في وقت حيث هناك حاجة إلى تعزيز الأمن للمجتمع اليهودي.

(BBC)

مشاركة المقال: