الإثنين, 18 أغسطس 2025 02:26 PM

وزارة الزراعة تبحث خططًا عاجلة لإدارة حرائق الغابات وإعادة تأهيل المناطق المتضررة في سوريا

وزارة الزراعة تبحث خططًا عاجلة لإدارة حرائق الغابات وإعادة تأهيل المناطق المتضررة في سوريا

أوصت ورشة العمل التي نظمتها وزارة الزراعة لمناقشة إدارة مكافحة الحرائق في سوريا بتشكيل لجنة تنفيذية تتألف من كوادر فنية متخصصة من داخل الوزارة. وستتولى اللجنة دراسة جميع المقترحات والمناقشات التي طرحت خلال الورشة وبعدها، وإجراء تقييم دقيق للخروج بخطة عمل منهجية وقابلة للتنفيذ الفوري، على أن يتم ذلك بمجرد تشكيل اللجنة ووضع جدول الأعمال موضع التنفيذ.

ركزت الورشة، التي استضافتها الوزارة اليوم، على إعادة تأهيل المناطق السورية التي تضررت من الحرائق مؤخرًا، وذلك وفقًا للأسس العلمية السليمة، بالإضافة إلى بحث سبل الحفاظ على عناصر النظم البيئية الأساسية المختلفة، والتحديات والمشاكل التي تواجه القطاع الزراعي في مجال الحراجة وإدارة الغابات قبل وقوع الحرائق.

كما تناولت الورشة استراتيجيات حماية التربة بعد الحرائق وتأثيراتها، والخريطة التفاعلية لإدارة الحرائق، وسبل إدارة الغابات بعد الحرائق وتأهيل المواقع المتضررة، والإجراءات الواجب اتخاذها خلال مراحل إدارة الحرائق، والحلول التي يجب العمل على تنفيذها لتجنب الأضرار الناجمة عن الحرائق في سوريا.

وزير الزراعة: جهود فعالة رغم الصعوبات

استعرض وزير الزراعة الدكتور أمجد بدر الجهود التي تبذلها فرق الوزارة في مكافحة الحرائق بالتعاون مع الفرق الأخرى والمجتمع الأهلي، وما نتج عنها مؤخرًا من تضرر لمساحات واسعة في أرياف اللاذقية وحماة وإدلب.

وأشار الوزير بدر إلى وجود تحديات فنية تتعلق بقلة الإمكانيات والمعدات اللازمة للاستجابة السريعة لمكافحة الحرائق، وعدم القدرة على الوصول إلى بعض المناطق ذات التضاريس الصعبة التي تعرضت للحرائق. وأشاد بدور المجتمع المحلي في التعاون مع الفرق المتخصصة لوقف انتشار الحرائق إلى مناطق أخرى، مما كان له أثر إيجابي على جهود هذه الفرق في أداء مهامها.

مداخلات المشاركين

قدم عدد من المشاركين في الورشة عرضًا عن وضع المناطق المتضررة من الحرائق، وتأثيراتها على التربة الزراعية، والغطاء النباتي الحراجي والزراعي، وعناصر النظم البيئية الاجتماعية المختلفة، بناءً على المسح الميداني الذي أجرته الفرق المتخصصة، والخرائط المنتجة من الصور الفضائية.

وأكدوا أهمية العمل على تأسيس مركز معلومات رقمي تفاعلي يتم من خلاله تحميل المعلومات والمنتجات الرقمية، بما يخدم خطة العمل الحراجي، ويتضمن مساحات الغابات، وأنواع الأغطية النباتية (عريضات وإبريات الأوراق، متساقطة أو دائمة الخضرة)، وشبكة الطرق وخطوط النار، والمصادر المائية، ومواقع أبراج المراقبة، وجاهزية مراكز الإدارة والإطفاء.

كما لفتوا إلى أهمية وجود نظام إنذار مبكر فعال واستشعار عن بعد في تحديد إحداثيات نشوب الحرائق، ورصد التغيرات في الغطاء النباتي، ومراقبة جودة المياه والتربة، وضرورة إجراء دراسات موسعة عن المناطق المعرضة للحرائق، وتحديد أماكن تدهور الأراضي نتيجة لحدوث الانجراف المائي وتوصيفه وتحديد درجات خطورته بالاعتماد على تقانات نظم المعلومات الجغرافية (GIS) والاستشعار عن بعد (RS)، وأهمية استخدام مؤشر نسبة الحرائق الـ(NBR) لمتابعة الحرائق، ومعرفة تأثيراتها في البيئة.

وناقشوا سبل تطوير البنك الوراثي للأنواع الحراجية، وتأهيل الكوادر الفنية الحراجية وخاصة في مجال المحميات، والتخفيف من انجراف تربة الغابات المحروقة، وأسس اختيار مواقع خطوط النار، ومسارات الوصول لتسهيل عمل الفرق المتخصصة، وتنفيذ سدات مائية ووضع مصادر مائية قريبة من مناطق عدة، وخاصة ذات التضاريس الصعبة.

البحوث الزراعية: مشروع متكامل يمثل خطة للوزارة

وفي تصريح لمراسل سانا، أكد مدير الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتور أسامة العبدالله أن اللجنة التي سيتم تشكيلها ستصل إلى مشروع متكامل يمثل خطة للوزارة في كيفية إدارة الحرائق، واتخاذ إجراءات عملية تنفيذية على أرض الواقع بالإمكانيات المتاحة لتخفيف نسبة حدوث الحرائق، مشيرًا إلى أن ما تم تقديمه في الورشة من بيانات دقيقة عن المساحات المتضررة من الحرائق يعد إطارًا مهمًا للخروج بحلول لتخفيف الأضرار وتجاوز العقبات خلال إدارة مراحل الحريق.

بدوره أكد مدير الأراضي في وزارة الزراعة الدكتور فراس الغماز أهمية العمل على إستراتيجيات حماية التربة بعد الحريق، وتوفير المستلزمات الأساسية للحفاظ على الثروة الحراجية، من دعم للنقاط الحراجية، وتزويدها بالإمكانيات اللازمة، ووضع خزانات مياه في المناطق المرتفعة صعبة الوصول، وإجراء مراقبة دورية للأراضي تحسبًا من اندلاع الحرائق.

مدير إدارة بحوث الموارد الطبيعية في هيئة البحوث الزراعية الدكتور محمد منهل الزعبي لفت إلى أن مراكز أبحاث معلومات الحراج تعد من الركائز المهمة لتقديم بيانات دقيقة عن خرائط المناطق المتضررة وغير المتضررة، والنباتات والأشجار الحراجية الموجودة، ووضع قوائم حمراء تدعم المخزون الحراجي المعرض للانقراض، مبينًا أن هذه المحاور التي قدمت في الورشة يمكن أن تقدم حلولاً للحد من الأضرار الناجمة عن الحرائق المندلعة مؤخرًا.

وتشكل الحرائق حاليًا جزءًا رئيسيًا من أجندة الوزارة في اجتماعاتها المستمرة، والاتفاقيات التي توقعها، والجولات التي تجريها كوادرها في المناطق المتضررة، وقد سبق هذه الورشة مناقشة سبل تطوير القطاع الزراعي، والتخفيف من أضرار الحرائق والتغيرات المناخية، وذلك ضمن ورشة عمل في 13 تموز الماضي، بمشاركة المنظمات الدولية العاملة في القطاع الزراعي، لتحديد أولويات التدخل المرحلي، والتحديات القائمة واقتراح آليات لمعالجتها.

مشاركة المقال: