الأحد, 20 أبريل 2025 11:17 AM

وفاة خمسة أشخاص إثر استنشاق غازات سامة من حراقات النفط البدائية في أبو النيتل شمال دير الزور

وفاة خمسة أشخاص إثر استنشاق غازات سامة من حراقات النفط البدائية في أبو النيتل شمال دير الزور
شهدت بلدة أبو النيتل، الواقعة شمالي دير الزور، حادثة مأساوية يوم الأحد، حيث توفي ثلاثة عمال نتيجة استنشاقهم غازات سامة صادرة عن حراقات النفط البدائية أثناء عملهم. الضحايا هم إبراهيم العبسي، حسين العناد، وأحمد العبد الرزاق، بينما أصيب اثنان آخران بحالات اختناق خطيرة تطلبت العلاج العاجل. أدت الغازات إلى حالات إغماء وبلع اللسان، مما تسبب في الوفاة. تنتشر حراقات النفط البدائية بشكل عشوائي في المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف دير الزور الشمالي. تعتمد هذه الحراقات على استخراج النفط الخام من الحقول واستثماره بطرق تقليدية غير منظمة لتحويله إلى مشتقات نفطية مثل المازوت والبنزين، التي تُباع للإدارة الذاتية أو التجار. وعلى الرغم من دورها الاقتصادي، إلا أن هذه الأنشطة تشكل تهديداً بيئياً وصحياً كبيراً، إذ يصاحبها انبعاث أدخنة وغازات سامة تؤثر على الجهاز التنفسي للسكان وتسبب تدهوراً في الأراضي الزراعية. أفاد مزارعو المنطقة بانخفاض الإنتاج الزراعي نتيجة للتلوث المتزايد الناجم عن هذه المصافي العشوائية. كما تساهم الغازات السامة والأمطار الملوثة في تدمير البيئة المحيطة، ما ينعكس سلباً على قطاع الزراعة والحياة الطبيعية. يُعتبر النفط في مناطق دير الزور والحسكة محوراً اقتصادياً مهماً، حيث تستخرج قسد يومياً نحو 150 ألف برميل، ما يدر على خزائنها حوالي 2.5 مليار دولار سنوياً من مبيعات النفط للنظام السوري والأسواق المحلية وشمالي العراق. ومع ذلك، فإن عمليات الحرق والتكرير غير الآمنة تؤدي إلى تفاقم الأضرار البيئية والصحية، ما يجعل هذه الأنشطة نقطة جدل كبير بين تحقيق المكاسب الاقتصادية والتأثير السلبي على حياة السكان.
مشاركة المقال: