الخميس, 20 نوفمبر 2025 01:13 AM

6 مليارات مستخدم للإنترنت: تقرير يكشف استمرار الفجوة الرقمية وتفاوت الوصول

6 مليارات مستخدم للإنترنت: تقرير يكشف استمرار الفجوة الرقمية وتفاوت الوصول

دمشق-سانا: بينما يتصل ثلاثة أرباع سكان العالم بالإنترنت، يبقى الربع الآخر خارج دائرة التطورات التقنية المتسارعة. هذه الفجوة لا تقتصر على الاتصال بالإنترنت فحسب، بل تمتد لتشمل جودة الاتصال، القدرة على تحمل التكاليف، ومستوى المهارات الرقمية.

في تقريره "حقائق وأرقام 2025"، أكد الاتحاد الدولي للاتصالات أن التقنيات الرقمية أصبحت جزءاً أساسياً من الحياة اليومية، مشدداً على ضرورة إتاحة الفرصة للجميع للاستفادة من الإنترنت. وأوضحت الأمينة العامة للاتحاد، دورين بوغدان مارتن، أن الفجوة الرقمية تُقاس بعوامل مثل السرعة، الموثوقية، الكلفة، والمهارات، داعية إلى إعطائها الأولوية لضمان اتصال عالمي شامل.

أرقام وإحصاءات

يكشف التقرير عن فجوة رقمية عالمية كبيرة، حيث تصل نسبة استخدام الإنترنت في البلدان ذات الدخل المرتفع إلى 94%، مقابل 23% فقط في البلدان منخفضة الدخل. ويعيش 96% من غير المتصلين بالإنترنت في بلدان منخفضة أو متوسطة الدخل.

يشير التقرير إلى أن 77% من الرجال يستخدمون الإنترنت مقابل 71% من النساء. وعلى المستوى الجغرافي، تصل نسبة المستخدمين في المدن إلى 85% مقابل 58% في المناطق الريفية. وعمرياً، تبلغ نسبة المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً 82% مقابل 72% لبقية الأعمار.

وخلال العام الحالي، زاد عدد مستخدمي الإنترنت بواقع 240 مليون مستخدم، ليصل الإجمالي إلى 6 مليارات شخص، بينما لا يزال 2.2 مليار شخص غير متصلين.

فجوة في التغطية

لا يقتصر الأمر على الاستخدام، بل يرتبط أيضاً بتغطية وجودة الاتصال. يتمتع 84% من سكان البلدان مرتفعة الدخل بإمكانية الوصول إلى شبكات الجيل الخامس، مقارنة بـ 4% فقط في البلدان منخفضة الدخل.

إضافة إلى ذلك، تظل التكلفة المعقولة ضرورية لتحقيق اتصال عالمي هادف. ورغم انخفاض متوسط سعر سلة النطاق العريض المتنقلة للبيانات عالمياً، فإن الوصول في 60% من البلدات ذات الدخل المنخفض والمتوسط لا يزال مرتفع التكلفة، بحسب مركز أنباء الأمم المتحدة.

تفاوت في المهارات

يمتلك العديد من مستخدمي الإنترنت المهارات الأساسية فقط، في حين يشهد الإنترنت تطورات متسارعة في مهارات مثل إنشاء المحتوى الرقمي وتفعيل الحلول الرقمية لحل المشكلات.

كيف يمكن تقليص الفجوة؟

هناك حلول فعالة لتقليل الفجوة الرقمية، مثل دعم المشاريع الحكومية لتطوير شبكات الإنترنت، وتعزيز الاستثمارات في المجالات التقنية، وإدخال مناهج التعلم الرقمي في المؤسسات التعليمية، وتوفير برامج تدريبية تستهدف كبار السن أو الأشخاص محدودي المهارات الإلكترونية.

كما يجب تعزيز التعاون الدولي والإقليمي في المجال التقني، والإفادة من الخبرات، ودعم المحتوى المحلي، وتوفير بيئة داعمة للابتكار في التكنولوجيا، ونشر الوعي المجتمعي، واستخدام التقنيات في مجالات الحياة المختلفة.

تتأرجح الفجوة الرقمية في عالم شديد التفاوت، وزيادة أعداد المستخدمين مؤشر إيجابي، لكنها لا تلغي الانقسام بين من يستطيع تحمل تكاليف الخدمات الرقمية ومن يعجز، وبين من يطور مهاراته ومن يظل محصوراً في الاستخدام الأساسي. هذا الانقسام يثير سؤالاً: هل يكفي تحقيق اتصال عالمي شامل للحد من اتساع الفجوة الرقمية؟

مشاركة المقال: