الجمعة, 4 يوليو 2025 09:58 AM

آبي أحمد يشدد على أهمية الوصول إلى البحر الأحمر ويدعو مصر والسودان لافتتاح سد النهضة

آبي أحمد يشدد على أهمية الوصول إلى البحر الأحمر ويدعو مصر والسودان لافتتاح سد النهضة

أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، على الأهمية البالغة لحماية مصالح بلاده في تأمين منفذ بحري، وذلك في ظل الخلافات المستمرة مع دول المنطقة بشأن قضية وصول إثيوبيا، الدولة غير الساحلية، إلى البحر الأحمر.

وفي كلمته أمام البرلمان الإثيوبي اليوم الخميس، صرح آبي أحمد بأن التعاون مع دول الجوار يجب أن يكون مبنياً على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، خاصة فيما يتعلق بالأولويات الاستراتيجية لإثيوبيا.

وشدد على "الحاجة الماسة" إلى الوصول إلى الموانئ البحرية، معتبراً أن تحقيق هذا الهدف ممكن من خلال الحوار السلمي، والترتيبات المالية المناسبة، والاتفاقيات التي تعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية من الدول المجاورة.

وحذر من أن أي عدم استقرار داخلي في إثيوبيا سينعكس حتماً على منطقة القرن الأفريقي بأكملها. وأكد أن ضمان المصالح الاقتصادية والأمنية لإثيوبيا ليس مجرد ضرورة وطنية، بل يخدم أيضاً استقرار المنطقة ككل.

يذكر أن مساعي آبي أحمد للوصول إلى ميناء على البحر الأحمر قد أثارت أزمة حادة في منطقة القرن الأفريقي العام الماضي، عقب توقيع اتفاق مع إقليم صومالي انفصالي لبناء ميناء تجاري وعسكري على البحر الأحمر، الأمر الذي أثار غضب الحكومة الفيدرالية الصومالية واعتبرته مساساً بسيادتها، كما رفضت دول أخرى مطلة على البحر الأحمر مثل مصر وجيبوتي هذه الخطوة.

وفي تصريحاته اليوم، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أن بلاده "تحترم سيادة جيرانها"، داعياً الدول الأخرى إلى احترام حقوق إثيوبيا المشروعة ومعاملتها بالمثل، خاصة فيما يتعلق بمصالحها البحرية.

وأضاف أن "إثيوبيا لا تعتبر الحرب خياراً تحت أي ظرف من الظروف، لكنها ستتخذ الإجراءات المناسبة للدفاع عن سيادتها إذا لزم الأمر".

وكانت إثيوبيا والصومال قد تصالحتا في نهاية العام الماضي، واتفقتا في مطلع العام الجاري على استعادة التمثيل الدبلوماسي، إلا أن أديس أبابا لم تتخل عن طموحها في الوصول إلى البحر الأحمر.

وتعارض مصر أي وجود لدول غير ساحلية على البحر الأحمر. وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد جدد يوم الاثنين الماضي رفض مصر لأي وجود عسكري مستدام لدول غير مطلة على البحر الأحمر، مؤكداً أن ذلك "خط أحمر"، وأن هذا الموقف تم إبلاغه لجميع الأطراف الفاعلة في المنطقة، بما في ذلك تركيا خلال استضافتها للمفاوضات الصومالية – الإثيوبية.

وقال عبد العاطي، في تصريحات تلفزيونية عبر قناة “ON” المصرية، إن مسؤولية حوكمة أمن البحر الأحمر تقع على عاتق الدول المشاطئة فقط، مشدداً على أن مصر لن تقبل تحت أي ظرف بوجود أي طرف غير مشاطئ بشكل دائم في البحر الأحمر.

وفي بيان مشترك في يناير الماضي، شددت مصر والصومال وإريتريا على ضرورة اقتصار حفظ أمن البحر الأحمر على الدول المطلة عليه، وذلك بعد اجتماع لوزراء خارجية الدول الثلاث.

وفي مؤتمر صحافي عقب اللقاء، قال وزير الخارجية المصري، إنه "لا يمكن على الإطلاق القبول بأي تواجد لأي دولة غير مشاطئة بالبحر الأحمر سواء كان التواجد عسكريا أو غيره".

وفي سياق آخر، وجه رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد دعوة مفاجئة لمصر والسودان لحضور افتتاح سد النهضة في سبتمبر المقبل.

وقال أحمد في تصريحات أمام البرلمان الإثيوبي نقلتها وسائل إعلام إثيوبية: "انتهى بناء سد النهضة سنفتتحه مع انتهاء فصل الصيف في شهر سبتمبر، هناك من يحاول تعطيله قبل افتتاحه لكننا سنفتتحه. ورسالتي لدول المصب هي أن سد النهضة نعمة لمصر والسودان".

وتابع: "التنمية والطاقة التي ستأتي ستفيد جميع الدول، وسد أسوان المصري لم يقل لترًا واحدًا من المياه".

ونوه بأن طالما أن إثيوبيا مزدهرة ومتطورة، فلا نريد أي ضرر لإخواننا المصريين والسودانيين. سنستخدم الطاقة والمياه معًا والتنمية والنمو قادمان، وإثيوبيا لا تزال مستعدة للحوار والتفاوض والعمل مع دول المصب.

وقال: "ندعو مصر والسودان رسميًا، وكذلك جميع حكومات دول المصب، للانضمام إلينا في فرحتنا عند افتتاح سد النهضة في سبتمبر".

وقال مدير مكتب تنسيق مشروع سد النهضة الإثيوبي أريغاوي برهي إن نسبة إنجاز السد تجاوزت 98.9%، ما يقرب البلاد من "تحقيق حلمها القومي بعد 14 عاما من العمل".

وأضاف برهي في تصريحات، اليوم الأربعاء، أن السد يمثل رمزا للسيادة الوطنية والوحدة الشعبية، وتم العمل فيه دون أي قروض أو مساعدات خارجية، وذلك ردا على تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي انتقد فيها تمويل واشنطن للسد.

وقبل نحو أسبوعين، وجه ترامب انتقادات علنية لتمويل إدارات أمريكية سابقة لسد النهضة الإثيوبي "الذي يمنع المياه عن مصر"، وفق قوله.

وقال ترامب، في منشور على منصة “تروث سوشيال”، إن السد الضخم “تم بناؤه بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأمريكية”، ووصفه بأنه “يقلل بشكل كبير من المياه المتدفقة إلى نهر النيل”.

وأثارت تصريحات ترامب غضب مسؤولين إثيوبيين، والذين نفوا بدورهم أي تمويل أمريكي للسد.

وعقب وزير المياه والطاقة الإثيوبي هبتامو إتيفا، على تصريحات ترامب، قائلا إن المشروع "بناه الشعب الإثيوبي"، على حد قوله.

مشاركة المقال: