السبت, 22 نوفمبر 2025 12:43 PM

أحلام العودة إلى مقاعد الدراسة: خيام تعليمية في ريف اللاذقية تعيد الأمل لأطفال ينتظرون ترميم مدارسهم

أحلام العودة إلى مقاعد الدراسة: خيام تعليمية في ريف اللاذقية تعيد الأمل لأطفال ينتظرون ترميم مدارسهم

صفاء سليمان ـ اللاذقية

كان طاهر أغا يتجول ببطء بين خيام التعلم في قرية سلمى بريف اللاذقية، معتاداً على هذا الطريق اليومي منذ عودته قبل شهر إلى قريته بعد سنوات قضاها في قرية الحبوشية. ورغم أن المكان بدا مختلفاً، إلا أنه كان يحمل شيئاً من الأمان الذي افتقده طويلاً. يقول طاهر لـ نورث برس: "كنت أعيش في قرية الحبوشية ثم عدت إلى قرية سلمى في ريف اللاذقية منذ شهر."

ويتابع، وهو ينظر إلى المدرسة الجديدة التي يتم تجهيزها: "إن مدرسة سلمى جميلة، فهم يقدمون لنا أشياء نتعلم منها كي نصبح أطباء، وهذه المدرسة أفضل لقربها من منزلنا، بينما مدرستنا في قرية الحبوشية كانت باردة في الشتاء وتحتاج مواصلات لبعدها عن المنزل." ويختتم حديثه بتمنٍ بسيط يعكس أحلام الأطفال في بيئة مستقرة: "أتمنى أن تصبح المدرسة أكبر وأفضل من ذلك."

تعمل مديرية التربية والتعليم في محافظة اللاذقية على تأهيل وترميم عدد من مدارس قرى جبل التركمان والأكراد، تمهيداً لإعادتها إلى الخدمة مع بداية الشهر القادم، وفقاً لمسؤولين. وتشمل أعمال الترميم تأهيل القاعات الصفية والإدارية، وتجهيز دورات المياه، وإكساء المدرسة بكامل احتياجاتها، لضمان عودة التلاميذ والطلاب إلى بيئة تعليمية مناسبة، بعد تجربة قاسية داخل الخيم التي تفتقر لكثير من المتطلبات الأساسية.

ليس طاهر الوحيد الذي يحمل حكاية نقلته ظروف الحرب من مكان لآخر. فأحمد، طالب الصف السادس من قرية سلمى، يروي لـ نورث برس: "كنت أعيش في الزعيمية في ريف إدلب ثم أتيت إلى سلمى عندما أغلقت المدارس." ويضيف بفرح واضح: "سعيد جداً بلقائي مع أصدقائي الذين كانوا يعيشون معي في ريف إدلب، كما أني سعيد بوجود خيمة تشبه المدرسة." ويختتم بابتسامة طفل وجد بعض الاستقرار: "لا أريد العودة إلى الزعيمية لأني سعيد بزملائي."

وفي الجانب الإداري، تشرح منار الصبي، مديرة المركز التعليمي في مدرسة سلمى، طبيعة العمل القائم: "نحن عبارة عن مشروع يم التعليمي، وهو شراكة بين جمعية موزاييك ومنظمة اليونسيف بالإضافة إلى مديرية التربية." وتوضح لـ نورث برس هدف المشروع: "مشروعنا عبارة عن حل إسعافي لتعويض الفاقد التعليمي عند الطلاب، فطلابنا أغلبهم أتوا من تركيا وهم لديهم صعوبة بكتابة الأحرف العربية (مبدأ كتابة أو قراءة)." وتضيف: "بدأنا معهم من الصفر، كان تحصيلهم عالي والعائق هو اللغة العربية ونحاول تقويمها."

كما تذكر أعداد الطلاب: "لدينا ست شعب فيها من ١١٦ إلى ١٢٠ طالب وأغلبهم من سلمى وكفردلبا." وتؤكد أن العمل ما يزال مؤقتاً: "المدرسة في الخيم هي حل إسعافي مؤقت لتعويض الفاقد التعليمي ونحن مستمرون حتى تفتح التربية وتبدأ المدارس."

وتتحدث المعلمة نيرمين فاتو، وهي مدرسة لغة انكليزية، عن التحديات التعليمية: "أعلم في قرية سلمى اللغة الإنكليزية وهي مهمة جدا بالوقت الراهن وطلابنا عندهم ضعف وهناك صعوبة في التعامل معهم ونحاول ملء الفراغ بداية من الأحرف وهناك فرق في المستويات." وتتابع سرد الصعوبات: "ينقصنا وسائل تعليمية وكتب للطلاب أيضًا الفصل بين الصفوف كما يعاني الكادر من صعوبة ضبط الصف إضافة إلى بناء المدارس واستخدام الوسائل الحديثة وتوفير الكتب التعليمية والاطلاع على طرق التعليم الحديثة."

وتختتم بنصيحة موجهة لذوي الطلاب: "يلزمنا الوعي من الأهالي بأهمية العلم ليتشجعوا ويرسلوا أولادهم أي كانت الظروف فنحن عشنا ظروف أسوأ من ذلك ولم نتوقف عن العلم."

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: