دير الزور – عبادة الشيخ: في مناطق ريف دير الزور الغربي الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية"، الذراع الحوكمية لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، يشهد البناء بالطين (اللبِن) إقبالًا متزايدًا. يرجع هذا التحول إلى التحديات الاقتصادية وارتفاع أسعار مواد البناء الأسمنتية، مما يجعل هذا النمط القديم حلاً اقتصاديًا لتأمين المأوى.
إسماعيل الياسين، من أهالي بلدة الصعوة، يوضح أن ارتفاع أسعار الأسمنت دفع الكثيرين للعودة إلى البناء الطيني، الذي يجمع بين البساطة والتكلفة المنخفضة. ويشير إلى أن تكلفة بناء منزل طيني (غرفتين وصالون ومطبخ) تتراوح بين 1000 و1500 دولار أمريكي، بينما تصل تكلفة المنزل الأسمنتي إلى 5000 أو 6000 دولار أمريكي.
محمد العربي، من بلدة حوايج البومصعة، لجأ إلى البناء الطيني لتكملة غرفة في منزل عائلته بتكلفة 250 دولارًا أمريكيًا، مقارنة بـ 1000 دولار أمريكي إذا تم بناؤها بالأسمنت.
تعتمد صناعة اللبِن على مواد أولية متوفرة محليًا مثل التراب والماء والقش. إبراهيم الأحمد، صاحب ورشة لقطع اللبِن، يوضح أن الصناعة تعتمد على "التراب الحُرّي" الممزوج بالقش، وهي تقنية قديمة تمنح المادة قوة ومتانة. سعر اللبِنة الواحدة يتراوح بين 500 و1000 ليرة سورية، بينما سعر قطعة "البلوك" الأسمنتي يبلغ حوالي 4500 ليرة سورية (وفقًا لموقع "الليرة اليوم"، سعر صرف الدولار 11700 ليرة سورية).
إضافة إلى المزايا الاقتصادية، تتميز البيوت الطينية بالعزل الحراري الطبيعي، فهي باردة في الصيف ودافئة في الشتاء، وتعتبر إرثًا ثقافيًا في منطقة الجزيرة السورية.
إبراهيم الأحمد يؤكد أن نسبة الإعمار بالبيوت الطينية في ريف دير الزور الغربي وصلت إلى 70%. فاروق العقيل، تاجر مواد بناء، يشير إلى تراجع الطلب على الأسمنت و"البلوك" بسبب ارتفاع الأسعار، حيث وصل سعر طن الأسمنت إلى 120 دولارًا أمريكيًا، وسعر قطعة "البلوك" إلى 4500 ليرة سورية.
الاعتماد على طوب الطين كبديل اقتصادي موجود في معظم المناطق الريفية شمال شرقي سوريا، ويعتبر استجابة للتحديات الاقتصادية والظروف المناخية.
