السبت, 16 أغسطس 2025 09:58 PM

أزمة مياه الري تهدد محاصيل المزارعين في الرقة وتثير مخاوف من تفاقم الوضع

أزمة مياه الري تهدد محاصيل المزارعين في الرقة وتثير مخاوف من تفاقم الوضع

زانا العلي – الرقة

في منطقة كسرة شيخ الجمعة جنوب الرقة، يتجمع المزارع علي عبد اللطيف مع مجموعة من زملائه عند مضخة مياه الري، منتظرين دورهم لسقي محاصيلهم. وبينما يقومون بتنظيف القناة بأساليب تقليدية أو يراقبون عمل المحركات، يحدوهم الأمل بوصول المياه إلى حقولهم المتعطشة.

يعاني مزارعو الزراعة التكثيفية في الرقة من أزمة ري حادة، مع شكاوى متزايدة حول ضعف التوزيع وتراجع أعمال الصيانة. وتعزو الجهات المسؤولة هذا النقص إلى انخفاض منسوب مياه نهر الفرات.

يقول علي عبد اللطيف (35 عاماً) من جمعية كسرة شيخ الجمعة، في حديث لنورث برس: "من المفترض أن يصل دورنا في الري كل تسعة أيام، ولكننا في الواقع نحصل على المياه مرة واحدة كل 20 إلى 25 يوماً". ويضيف أن المشكلة تزداد حدة بسبب انقطاع الكهرباء أو نقص المياه، مما يشكل تهديداً للمحاصيل وسبل عيش المزارعين.

ويشير إلى أن محركاً واحداً فقط من أصل أربعة يعمل في المضخة، مما يضطرهم إلى استخدام محركات الديزل التي تستهلك 20 لتراً يومياً من المازوت، بسعر يتجاوز 6 آلاف ليرة سورية للتر الواحد. ويضيف أنهم يشترون المازوت بالدولار ويبيعون المحاصيل بالليرة السورية، الأمر الذي يثقل كاهلهم مالياً.

المزارع والموزع حسن المفضي (50 عامًا)، الذي يعمل في توزيع مياه الري منذ 35 عاماً، يرى أن الوضع الحالي أسوأ بكثير من الماضي، حيث كانت أربع محركات تعمل باستمرار وكانت المياه متوفرة بوفرة. ويذكر في حديثه لنورث برس أنه في السابق "كانت القناة تُنظف ثلاث مرات في الموسم، أما اليوم فلا يتم ذلك سوى مرة واحدة سنوياً".

ويوضح أن "ثلاث جمعيات زراعية طالبت مؤخراً المديرية بتنظيف القناة، نظراً لحاجة محاصيلهم من الذرة الصفراء وفول الصويا والقطن إلى كميات كبيرة من المياه". ويؤكد أن "شح المياه بات يثير خلافات حتى بين الإخوة"، مشيراً إلى أن جمعية كسرة شيخ الجمعة تضم 12 ألف هكتار، وأن كل دونم يحتاج إلى 6 لترات من المازوت للرية الواحدة، وهي تكلفة باهظة لا يستطيع المزارعون تحملها.

في المقابل، يوضح شيخ نبي خليل، الرئيس المشارك للري في لجنة الزراعة والثروة الحيوانية، لنورث برس، أن السبب الرئيسي للأزمة هو "انخفاض منسوب بحيرة الفرات إلى ستة أمتار فقط، مما أدى إلى خفض كمية المياه المسحوبة هذا العام إلى 70 متراً مكعباً سنوياً بدلاً من 90، وهي موزعة على الخطوط الشمالية والجنوبية والشرقية".

ويضيف أن "خطة زراعية وُضعت منذ الشهر الرابع لتقليص الزراعة التكثيفية إلى 10%، لكن المزارعين لم يلتزموا بها". ويشير إلى أن "تزويد منطقة الكسرات يتم بالتناوب بين الشرق والغرب ثلاثة أيام لكل منهما، إلا أن قلة المياه تمنع تشغيل جميع المحطات".

بين معاناة المزارعين من ارتفاع التكاليف وعطش المحاصيل، وتأكيد المسؤولين على ضرورة ترشيد الاستهلاك والالتزام بالخطة الزراعية، تبقى الأزمة مرشحة للتفاقم ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لتحسين إدارة الموارد المائية.

المحرر: معاذ الحمد

مشاركة المقال: