مع اقتراب موعد "دربي" مدريد المرتقب بين قطبي العاصمة الإسبانية، ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، يتبادر إلى الأذهان سؤال حول سر الألوان التي تميز كل فريق. فالألوان ليست مجرد تفاصيل على قمصان اللاعبين، بل هي جزء من هوية النادي وتاريخه العريق.
ريال مدريد: إرث كورينثيان
منذ تأسيسه عام 1902، ارتبط ريال مدريد باللون الأبيض الخالص، وهو اختيار مستوحى من نادي كورينثيان إف سي الإنجليزي، أحد أعظم أندية الهواة في إنكلترا. كان كورينثيان فريقاً استثنائياً في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ورغم رفضه الاحتراف، كان قادراً على التفوق على أقوى الأندية المحترفة. وقد تميز بأسلوبه النبيل وأناقته الكروية، وأصبح قميصه الأبيض الناصع أيقونة. لذلك، قرر ريال مدريد اعتماد الأبيض لوناً رسمياً له، ليصبح رمزاً عالمياً للنادي.
أتلتيكو مدريد: مصادفة صنعت هوية
على عكس ريال مدريد، جاء اختيار أتلتيكو مدريد للونين الأحمر والأبيض بمحض الصدفة. تأسس أتلتيكو عام 1903 على يد مجموعة من طلاب الباسك كفرع تابع لأتلتيك بلباو، وبدأ باللعب بقمصان زرقاء وبيضاء، تقليداً لفريق بلاكبيرن روفرز. ولكن في عام 1909، أرسل النادي لاعبه خوان إلوردوي إلى إنكلترا لشراء 50 طقماً جديداً، لكن بلاكبيرن لم يملك الكمية المطلوبة. وبينما كان إلوردوي يستعد للعودة، مرّ بمدينة ساوثهامبتون الساحلية، ووجد 50 قميصاً بالخطوط الحمراء والبيضاء، ألوان فريق ساوثهامبتون المحلي، فاشتراها على الفور. وعند وصوله إلى مدريد، لاقت الفكرة إعجاباً واسعاً، وفي عام 1911، ظهر أتلتيكو رسمياً بالزي الأحمر والأبيض. ومنذ ذلك الحين، ارتبط النادي بهذا اللون، وأصبح لقب "الكولتشونيروس"، الذي يطلق على جماهير ولاعبي أتلتيكو، مستوحى من هذه الألوان، حيث تشبه خطوط القميص الأحمر والأبيض أقمشة المراتب التقليدية في إسبانيا آنذاك.
المصدر: أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار