الأربعاء, 28 مايو 2025 11:20 PM

إبداع وأصالة: معرض المنتجات اليدوية يضيء دور نساء ريف دمشق في الحفاظ على التراث

إبداع وأصالة: معرض المنتجات اليدوية يضيء دور نساء ريف دمشق في الحفاظ على التراث

معرض المنتجات اليدوية: نافذة على إبداع نساء ريف دمشق

على مدار يومين، تحوّلت مديرية زراعة دمشق وريفها إلى مركز حيوي، مستضيفةً 25 مشروعاً نسوياً ريفياً في معرض خاص بالمنتجات اليدوية والغذائية. المعرض حمل رسائل دعم وتمكين للمرأة الريفية، وعرض نماذج من إبداعاتها التي تمزج بين التراث والحرفية.

افتتح المعرض، الذي بدأ في 26 أيار ويستمر حتى 27 منه، الدكتور زيد محمد أبو عساف، مدير زراعة دمشق وريفها، بحضور مسؤولين من وزارة الزراعة، وممثلين عن منظمات دولية ومحلية، وشخصيات من المجتمع المحلي.

أكد الدكتور أبو عساف على الدور المحوري للمرأة الريفية في التنمية الزراعية، مشيراً إلى أن المعرض ليس مجرد منصة لعرض المنتجات، بل هو تقدير لجهودها وإسهاماتها، وفرصة لتسويق منتجاتها وربطها المباشر بالسوق. وأضاف: "نعمل على دعم هذه المشاريع لتكون نواة لمشاريع صغيرة مستدامة على مستوى المحافظة".

تضمن المعرض تشكيلة واسعة من المنتجات التي أبدعتها أنامل النساء الريفيات، من مربيات ومخللات وحلويات، إلى مستحضرات تجميل طبيعية مصنوعة من الأعشاب والنباتات المحلية، بالإضافة إلى أعمال الكروشيه والإكسسوارات اليدوية ومنتجات الوردة الشامية الشهيرة.

وشاركت في المعرض سيدات من مختلف قرى ريف دمشق، بعضهن تلقين تدريبات متخصصة نظمتها المديرية، وأخريات اعتمدن على جهودهن الذاتية لتطوير مهاراتهن وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية.

لم يقتصر دور الزوار على تذوق المنتجات الأصيلة، بل استمعوا أيضاً إلى هموم النساء ومقترحاتهن حول تحسين التسويق وتذليل العقبات التي تواجه مشاريعهن، وهي قضايا تعهد القائمون على المعرض بدراستها والعمل على حلها.

يثبت هذا الحراك أن المرأة الريفية ليست فقط حامية للتراث، بل هي أيضاً صانعة للمستقبل، وأن منتجاتها قادرة على المنافسة إذا توفر لها الدعم والرعاية اللازمين.

تكمن أهمية هذه المعارض في كونها فضاءً حيوياً للتسويق المباشر، مما يتيح للنساء عرض منتجاتهن أمام جمهور واسع، بعيداً عن تعقيدات السوق التقليدي. كما أنها منصات لتبادل الخبرات والتجارب، ومد جسور التواصل بين الريف والمدينة، وبين المنتج والمستهلك.

تمثل هذه الفعاليات بيئة تشاركية تتبادل فيها النساء الخبرات وتتلقين الملاحظات التي تساعدهن على تطوير جودة منتجاتهن. وبالنسبة للجهات الداعمة، تعتبر هذه المعارض أداة تقييم واقعية لمدى تأثير برامج التدريب والتمكين.

في ظل التحديات الاقتصادية، تبرز هذه المعارض كفرصة لإحياء الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتحفيز الإنتاج الذاتي، مما يجعل المرأة الريفية رافعة اقتصادية واجتماعية في مجتمعها.

مشاركة المقال: