نظمت محافظتا دمشق وريف دمشق فعالية شعبية في مدينة زملكا اليوم، لإحياء الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد في الغوطة الشرقية عام 2013. شارك في الفعالية عدد من أهالي الضحايا والناجين والناشطين، بالإضافة إلى حضور رسمي.
أكد وزير الصحة الدكتور مصعب العلي في كلمته أن هذه الذكرى هي من أقسى اللحظات التي مرت على السوريين، وأن الجريمة لا تزال جرحاً مفتوحاً ووصمة عار. وأشاد بدور الكوادر الطبية التي واجهت الموت لإنقاذ المصابين في تلك الليلة المظلمة.
وأضاف العلي: "نحوّل الحزن إلى قوة ونتذكر لكي نطالب بالعدالة التي لم تتحقق بعد. أنتم يا أهالي الشهداء لستم وحدكم، وجراحكم هي جراحنا، ولتكن هذه الذكرى بداية لحياة جديدة".
العدالة أساس بناء سوريا الجديدة
من جهته، أوضح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح أن صوت الضحايا وصورهم ما زالت حاضرة في الذاكرة بعد مرور اثني عشر عاماً. وأكد أن التذكار هو تأكيد على الحق، وأن الضحايا لم يرحلوا بل ما زالوا في ذاكرتنا.
وأضاف الصالح: "تحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة نظام الأسد وكل المتورطين في الجرائم هو أولوية قصوى، وسورية الجديدة لن تُبنى على النسيان بل على المحاسبة والعدالة".
المساءلة القضائية وملاحقة المجرمين
أكد النائب العام للجمهورية القاضي المستشار حسان التربة أن مجزرة الكيماوي هي أكبر جريمة ارتُكبت خلال الثورة السورية، وأن النيابة العامة بدأت بتقديم كبار المجرمين إلى القضاء، وستتم ملاحقتهم في سوريا وفي المحاكم الدولية.
وأشار التربة إلى أن الأبواب مفتوحة أمام أولياء الدم لتقديم الدعاوى، وأن الحق العام يسري على جميع المجرمين، مع التأكيد على أهمية حضور ذوي الضحايا وتقديم دعاوى شخصية.
من جانبه، ذكر محافظ دمشق ماهر مروان إدلبي أن إحياء الذكرى هو لمعاهدة دماء الشهداء والتطلع إلى العدالة، وأن رسالة اليوم هي الوفاء للشهداء وذويهم، وأن دماءهم أمانة لن تُمحى من التاريخ.
وأكد إدلبي أن الحرية تحققت بفضل تضحيات الشهداء، وأن العهد هو عدم نسيانهم ومواصلة البناء والإعمار، وأن دماءهم هي جسر نحو مستقبل أفضل.
من اللجوء إلى الحرية والكرامة
أشار محافظ ريف دمشق عامر الشيخ إلى أن هذا الاجتماع هو الأول منذ سنوات القهر والمجازر، وأن الحاضرين ليسوا لاجئين بل أحراراً.
وقال الشيخ: "نروي حكاية من رحل ونقول: ها قد عدنا لنحكي عنكم، عدنا إلى الأزقة والبيوت والشرفات في هذا اليوم الذي يمثل أول فعالية بعد تحرير الأرض".
من جهته، جدد رئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية عبد الباسط عبد اللطيف التزام الهيئة بكشف الحقيقة ومحاسبة الجناة وجبر الضرر للضحايا، وإشراك الناجين في مسار العدالة الانتقالية.
وأكد عبد اللطيف العزم على جلب المسؤولين عن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا إلى المحاكم، مشدداً على أن هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم، وأن المسار سيكون شاملاً وغير انتقامي ومحققاً للعدالة.
أكد رئيس لجنة حي جوبر الدمشقي مازن زيدان أن المجزرة ستبقى جرحاً مفتوحاً ووصمة عار، وأن العدالة ستتحقق في سوريا.
تخلل الفعالية زيارة مقبرة الشهداء في زملكا، ومعرض صور وعروض فنية، بمشاركة وفود رسمية ودولية ومنظمات حقوقية.