الجمعة, 26 سبتمبر 2025 05:12 PM

إسرائيل تنشئ وحدات استخباراتية لمواجهة أنصار الله وتستعد لمواجهة محتملة

إسرائيل تنشئ وحدات استخباراتية لمواجهة أنصار الله وتستعد لمواجهة محتملة

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن إنشاء جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية وحدتين استخباريتين جديدتين، متخصصتين في متابعة أنشطة جماعة "أنصار الله" في اليمن. تأتي هذه الخطوة في ظل ما تعتبره تل أبيب "تزايد الخطر الاستراتيجي" القادم من جنوب الجزيرة العربية.

وذكر التقرير أن الوحدتين الجديدتين تضمّان عشرات المحللين المتخصصين في جمع المعلومات ورصد تحركات الجماعة، بهدف تحديد مواقع القيادة والمراكز الحساسة، بما في ذلك منشآت الإنتاج والتصنيع التسليحي، تحسبًا لاستهدافها في المستقبل إذا لزم الأمر.

وبحسب الصحيفة، حذرت التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية من أن استمرار "أنصار الله" في توسيع قدراتهم العسكرية بدعم خارجي قد يحولهم إلى "تهديد وجودي" لإسرائيل، على غرار التهديدات التي تمثلها قوى إقليمية أخرى مثل حزب الله في لبنان.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن ضباط إسرائيليين قولهم إن تل أبيب "لا تريد أن تصل إلى مرحلة يكون فيها لدى الحوثيين آلاف الصواريخ الدقيقة"، مشيرين إلى أن التجربة مع إيران أظهرت إمكانية تراكم قدرات عسكرية ضخمة خلال فترة قصيرة. وكانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قدّرت سابقًا أن طهران ستصل إلى 9 آلاف صاروخ بحلول عام 2027.

وأوضحت الصحيفة أن الأشهر الأخيرة شهدت قفزة نوعية في قدرات الجماعة، شملت تطوير إنتاج محلي لطائرات مسيّرة بعيدة المدى وصواريخ دقيقة التوجيه، بدعم مباشر من خبراء إيرانيين ومهندسين يمنيين. كما أنشأت الحركة منشآت تحت الأرض للتصنيع والتخزين على غرار البنية العسكرية لحزب الله في جنوب لبنان.

وفي تطور لافت، ذكرت يديعوت أحرونوت أن الجماعة بدأت بتنفيذ برنامج تدريبي واسع النطاق يُعرف باسم "عاصفة الأقصى"، يستهدف إعداد آلاف وربما عشرات الآلاف من المقاتلين لشن هجوم واسع ضد إسرائيل، مستوحى من عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023. وبحسب التقديرات، فإن السيناريوهات المطروحة تتضمن محاولة تنفيذ عمليات توغل جماعي في الأراضي الإسرائيلية عبر الأردن أو سوريا أو كلاهما، وهو ما تعتبره إسرائيل تحولا استراتيجيا خطيرا في عقيدة الحوثيين العسكرية.

وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن متابعة أنشطة الجماعة باتت اليوم إحدى الأولويات الكبرى للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بعدما كان الاهتمام منصبا لسنوات طويلة على إيران وذراعها في لبنان. ويعتقد محللون عسكريون أن إدخال الحوثيين في "معادلة التهديد" سيجبر إسرائيل على إعادة توزيع مواردها الاستخباراتية والعسكرية على أكثر من جبهة في آن واحد.

ويرى مراقبون أن تصاعد القلق الإسرائيلي من الجماعة يأتي في ظل توترات إقليمية متزايدة، خاصة بعد سلسلة هجمات نفذتها الجماعة ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر. ومع تطور قدراتهم التقنية بدعم إيراني مباشر، يخشى صناع القرار في إسرائيل من أن تتحول الجماعة إلى لاعب رئيسي في معادلة "الضغط على إسرائيل" إلى جانب حزب الله وحركة حماس.

مشاركة المقال: