في خطوة لإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة، انطلقت حملة "ريفنا يستاهل" بمبادرة من منظمات أهلية وبالتعاون مع محافظة ريف دمشق. تهدف الحملة إلى ترميم البنية التحتية وتسهيل عودة السكان إلى ديارهم.
أفاد براء عثمان، أحد منظمي الحملة، في تصريح خاص لـ"سوريا 24"، بأن هذا المشروع يندرج ضمن صندوق التنمية السوري، ولكنه موجه بشكل خاص إلى محافظة ريف دمشق، لا سيما المناطق التي شهدت دمارًا واسعًا مثل الغوطة الشرقية. وأشار عثمان إلى أن الأولويات تتضمن إصلاح شبكات الصرف الصحي والكهرباء، بالإضافة إلى تجهيز المدارس والأفران، باعتبارها من الضروريات الأساسية لعودة الحياة الطبيعية للسكان.
أظهرت الدراسات الأولية أن تكلفة تجهيز شبكة الكهرباء وحدها تقدر بنحو 250 مليون دولار، بينما تتجاوز تكلفة إعادة بناء المنازل المدمرة مليار و200 مليون دولار. وأضاف عثمان: "نحن نعمل حاليًا على تأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، ونسعى من خلال حملة (ريفنا يستاهل) إلى تجاوز عتبة 100 مليون دولار كمرحلة أولى".
بالتوازي مع ذلك، كانت قد انطلقت مبادرة "صندوق مشفى عربين الوطني"، التي نجحت في إعادة إحياء مشروع المشفى بعد سنوات من التوقف. تعود قصة المشفى إلى عام 1992، عندما تبرعت السيدة حفيظة عطايا بأرض لبناء مسجد ومشفى في عربين. تم الانتهاء من بناء المسجد في منتصف التسعينيات، في حين بقي المشفى قيد التشغيل الجزئي، قبل أن تستحوذ عليه وزارة الصحة في عام 2000 دون تفعيله.
وكشف عثمان في تصريحه لـ"سوريا 24" أن الأهالي حاولوا استعادة المشفى من وزارة الصحة في عام 2017، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. وبعد التحرير، تقدمت جمعيات أهلية بطلب إلى الوزارة لتولي مهمة تأهيل المشفى. وبعد موافقة الوزارة، انطلقت المبادرة عمليًا بتبرع أحد أبناء عربين بمبلغ 40 ألف دولار وفتح صندوق للتبرعات، مع إعطاء الأولوية لإعادة تأهيل قسم التوليد، نظرًا لحاجة الغوطة الشرقية الماسة لمشفى توليد، مما يضطر السكان للتوجه إلى دمشق حيث تتركز الخدمة في المستشفيات الخاصة.
وأكد عثمان أن الحملتين، "ريفنا يستاهل" و"صندوق مشفى عربين الوطني"، تعملان في مسارين متكاملين: الأول لإعادة إعمار وتأهيل البنية التحتية في ريف دمشق، والثاني لإحياء المرافق الصحية الحيوية في المنطقة، معتبرًا أن هذه الخطوات تمثل الأساس لعودة السكان واستقرارهم من جديد.