الخميس, 27 نوفمبر 2025 07:52 PM

إطلاق مشروع ضخم لإزالة 85 ألف متر مكعب من الأنقاض في دوما وداريا بتمويل سعودي

إطلاق مشروع ضخم لإزالة 85 ألف متر مكعب من الأنقاض في دوما وداريا بتمويل سعودي

أعلن الدفاع المدني السوري التابع لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، في 26 تشرين الثاني، عن بدء مشروع لإزالة الأنقاض في مدينتي داريا ودوما بريف دمشق. يأتي هذا المشروع بتمويل ودعم من مركز الملك سلمان السعودي للإغاثة والأعمال الإنسانية.

أوضح علي حاميش، مدير مشروع ترحيل الأنقاض في دوما وداريا، أن الهدف الأساسي هو تنفيذ خطة شاملة لإزالة الأنقاض بطرق آمنة ومستدامة، مع التركيز على إعادة تدوير المخلفات القابلة للاستخدام في مشاريع إعادة الإعمار.

وتتفرع من هذا الهدف الرئيسي ثلاثة أهداف فرعية:

  • تقليل حجم الأنقاض في محافظة دمشق وريفها بشكل عام.
  • إزالة وترحيل الأنقاض من المناطق المتضررة، مع الحفاظ على حقوق ملكية الأراضي.
  • إنشاء وحدة متكاملة لإعادة تدوير الأنقاض واستخدام المواد المعاد تدويرها في مشاريع إعادة الإعمار، بهدف الحد من الأثر البيئي السلبي للأنقاض.

أشار حاميش إلى أن المناطق ذات الأولوية تم تحديدها من خلال مسح ميداني وبالتعاون مع الجهات المعنية كالمجالس المحلية ومجالس المدن ومديريات الصحة، وبالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة. وقد حددت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث المواقع الأكثر حاجة لعمليات الإزالة والترحيل، بناءً على خريطة تفاعلية، لتبدأ المرحلة الحالية في دوما وداريا.

تعتمد معايير اختيار المناطق على حاجة السكان المهجرين للعودة إلى منازلهم، حيث تشكل الأنقاض عائقًا أمام وصولهم أو البدء في ترميمها. كما يشمل ترحيل الأنقاض من المنشآت التعليمية والطبية بهدف إعادة تأهيلها، إضافة إلى أولوية المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

يمتد المشروع لعام كامل، من 1 تشرين الأول الماضي وحتى 1 تشرين الأول 2026، مع إمكانية التمديد، ويشمل خطة وبرنامج زمني مفصل لتنفيذ الأنشطة.

تحديات تواجه المشروع

ذكر علي حاميش أبرز التحديات التي تواجه المشروع، وهي انتشار الذخائر غير المنفجرة، والتي يتم التعامل معها بالتنسيق مع الجهات المختصة، وخاصة فريق متخصص ضمن فرق الدفاع المدني. ومن التحديات الأخرى عودة الأهالي التدريجية، مما قد يؤدي إلى ظهور كميات جديدة من الأنقاض، إضافة إلى صعوبات تتعلق ببعد المكبات وسوء حالة الطرق.

يقتصر المشروع الحالي على دوما وداريا، لكن الدفاع المدني السوري نفذ مشاريع مماثلة في مناطق أخرى مثل حلب ومعرة النعمان في ريف إدلب. وأكد حاميش استمرار عمليات المسح الميداني لتوسيع نطاق ترحيل الأنقاض في مختلف المناطق السورية.

ترحيل 85 ألف متر مكعب من الأنقاض

أفاد باسم منير مصطفى، مدير الدفاع المدني السوري، بأن المشروع يهدف إلى رفع ما لا يقل عن 85,500 متر مكعب من الأنقاض، منها 46,500 متر مكعب في دوما و 39,000 متر مكعب في داريا، وفق معايير مهنية وقانونية تضمن السلامة وحقوق الملكية. كما سيتم تشكيل وحدة متخصصة لإعادة التدوير لتحويل نحو 30,000 متر مكعب من الركام إلى مواد بناء قابلة للاستخدام.

تتضمن الخطة إجراءات دقيقة لضمان السلامة، حيث تنفذ فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة التابعة للدفاع المدني أعمال المسح التقني قبل البدء بالإزالة، إلى جانب حملات توعية للمجتمعات المحلية حول مخاطر المخلفات الحربية وآليات الإبلاغ عنها.

نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية العديد من المشاريع في سوريا، شملت المساعدات الإغاثية والغذائية والمشاريع الطبية وإعادة تأهيل المدارس وشبكات الصرف الصحي وتأهيل الآبار و33 مخبزاً، إضافة إلى برامج دعم الأسر مثل الكفالات النقدية للأيتام.

2370 عملية لإزالة المخلفات

أعلن الدفاع المدني عن تنفيذ 2370 عملية إزالة لمخلفات الحرب في سوريا منذ بداية عام 2025 وحتى 15 تشرين الأول الماضي. وحددت فرق المسح التقني 900 موقعًا ملوثًا بمخلفات الحرب، وقدمت أكثر من 10 آلاف جلسة توعية استفاد منها نحو 23 ألف مواطن بينهم 20 ألف طفل.

حذر الدفاع المدني من مخاطر الاقتراب من الأجسام الغريبة أو الذخائر غير المنفجرة، مشددًا على تجنب المناطق التي شهدت اشتباكات مؤخرًا أو تحوي مواقع عسكرية وحقول ألغام. ونوه إلى ضرورة إبلاغ الفرق العاملة في قطاع مكافحة مخلفات الحرب فورًا، وعدم محاولة الاقتراب أو تحريك أي جسم مشبوه.

أكد الدفاع المدني سعيه لحماية المدنيين وضمان سلامتهم، مشيرًا إلى أن مخلفات الحرب تشكل خطرًا كبيرًا يلاحق السوريين ومستقبلهم لسنوات طويلة، وأن مئات الآلاف من الألغام والقنابل والذخائر منتشرة في المدن والبلدات والمزارع، كإرث خلفته سنوات القصف العنيف والهجمات الوحشية لنظام الأسد وحلفائه.

مشاركة المقال: