أعلنت صحيفة "الثورة السورية" اليوم عن انطلاقتها المتجددة تحت شعار "هوية جديدة.. فاصلة جديدة"، وذلك خلال احتفال أقيم في المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق.
وزير الإعلام: عودة الصحافة المطبوعة دليل على الوجود والهوية
أكد حمزة المصطفى، في كلمته خلال حفل إطلاق الصحيفة، أن سوريا تستعيد اليوم صوتها الذي كتمته الرقابة لعقود، وذلك من خلال إعادة إحياء الصحافة المطبوعة لتكون مرآة تعكس آمال الناس وحياتهم اليومية، وتوفر مساحة للنقاش الحر.
وأشار المصطفى إلى أن تاريخ الصحافة السورية مليء بالمحطات النضالية، بدءًا من إصدار عبد الرحمن الكواكبي لصحيفة "الشهباء"، مرورًا بيوسف العيسى في "ألف باء" ومحمد كرد علي في "المقتبس"، وصولًا إلى الفترة التي تحولت فيها الكلمة إلى أداة دعائية للحزب الواحد الحاكم.
وأوضح وزير الإعلام أن العودة إلى الصحافة المطبوعة في عصر المنصات الرقمية يمثل تأكيدًا على الوجود والهوية، نظرًا للقيمة الثابتة التي تحملها الجريدة الورقية في المنازل والساحات، وتوفيرها مساحة للتأمل الهادئ بعيدًا عن ضجيج الإشعارات وهيمنة الخوارزميات. وأضاف أن صحيفة "الثورة السورية" في صيغتها الجديدة تمثل منصة متكاملة ورقية وإلكترونية وتفاعلية، تحمل شعار "فاصلة الحق، رافعة العمران"، تجسيدًا لدورها في عصر الحريات والانفتاح، واستحضارًا لمفهوم العمران بمعناه الاجتماعي والإنساني.
كما أكد المصطفى أن إعادة إطلاق صحيفة "الثورة السورية" يمثل خطوة أساسية في الرؤية الإعلامية لسوريا الجديدة، والتي تقوم على إعلام مهني ومسؤول يشكل ساحة حوار بين المجتمع ومؤسساته.
تفعيل صحيفتي الحرية والموقف الرياضي في المرحلة القادمة
كشف وزير الإعلام عن خطط الوزارة لإعادة تفعيل صحيفة الحرية كمنصة إعلامية متخصصة في الاقتصاد والاقتصاد السياسي، وكذلك إعادة تفعيل صحيفة الموقف الرياضي كمنصة رياضية شاملة، بالإضافة إلى تأسيس منصات إعلامية في المحافظات العام المقبل، بالاعتماد على إرث صحف محلية قديمة مثل الجماهير والفداء والوحدة وغيرها.
وقال المصطفى: "لا نريد إعادة إنتاج النموذج الذي أَفقرنا فكرياً وأخلاقياً لعقود، ذلك الإعلام المؤدلج الذي حول الصحفي إلى موظف يسطر ما يُملى عليه، والصحيفة إلى نشرة تعليمات"، مضيفاً: "سوريا الجديدة بحاجة لأقلامكم بعد أن دفعتم ثمناً باهظاً في طليعته أكثر من 700 شهيد من الإعلاميين ارتقوا دفاعاً عن الحرية".
الخلف: هذه الانطلاقة بداية لعودة الصحف إلى المحافظات
من جانبه، أكد مدير عام مؤسسة الوحدة خالد الخلف، أن مجال الصحافة يُعد من أصعب الميادين، خاصة في بلد دمره النظام البائد وخلفت حربه ندوبًا وتصدعات مجتمعية عميقة، مشيرًا إلى أن الوعي السوري بعد التحرير استطاع أن يجرف تلك الرواسب التي راكمتها سنوات القمع.
وأوضح الخلف أن القلم كان سابقًا بيد الأفرع الأمنية والجهات السياسية، وأن المثل المعروف "حكي جرائد" كان يُستخدم لتقليل أهمية الصحافة، إلا أن القيادة السورية الجديدة بعد التحرير أولت الإعلام اهتمامًا خاصًا منذ البداية، وعملت على دعم الإعلام وإعادة تفعيل مؤسساته، واتخاذ خطوات لتطويرها.
كما بين الخلف أن مؤسسة الوحدة وضعت مجموعة من الأهداف العامة لإعادة ثقة الجمهور بالإعلام الرسمي، من أبرزها: تعزيز العلاقة بين الدولة والمجتمع، وتحويل الصحيفة إلى منصة تواصل متبادل تتناول هموم الناس بمسؤولية ومهنية، بالإضافة إلى الارتقاء بالوعي الإعلامي ومكافحة التضليل، والمشاركة الفعالة في إعادة بناء سوريا عبر مواكبة مسار التعافي الوطني، ودعم الوحدة الوطنية وترسيخ الهوية الجامعة بخطاب إعلامي مسؤول، فضلاً عن تحقيق التكامل بين الإعلام الورقي والرقمي للوصول إلى جمهور أوسع.
وأشار الخلف إلى أن إطلاق صحيفة "الثورة السورية" يمثل بداية لخطة عودة الإعلام المحلي عبر الصحف المنتشرة في المحافظات، مع مراعاة الخصوصية والاختلاف في القضايا والملفات بين محافظة وأخرى، لافتًا إلى أن هذا الإطلاق واجه تحديات كبيرة بدأت من البنية التحتية للطباعة وما تعانيه من تهالك وعراقيل، وهو ما جرى تجاوزه بجهود وخبرات محلية بالكامل، وصولًا إلى الحواسيب والمعدات التقنية وغيرها من المتطلبات الأساسية لإعادة إصدار الصحيفة.
إسماعيل: مرحلة جديدة تقوم على الشفافية والحوار
قال رئيس تحرير جريدة "الثورة السورية" نور الدين إسماعيل: "اليوم نشهد ميلاد صحيفة تليق بسوريا الجديدة، صحيفة ترقى إلى تضحيات السوريين وآلامهم خلال أربعة عشر عاماً، إنها صحيفة "الثورة السورية"، مشيراً إلى أن الوقفة الحالية بين الماضي والمستقبل تمثل لحظة تأمل وفتح أبواب مرحلة تقوم على الشفافية والحوار وحرية الكلمة المسؤولة، باعتبار الصحافة مرآة المجتمع وفضاء يلتقي فيه الرأي والرأي الآخر.
وأوضح إسماعيل أن الجهود خلال الأشهر الماضية تركزت على تطوير الكوادر عبر دورات تدريبية وتعزيز الخبرات بما يواكب تطور العمل الصحفي، مشدداً على أن العمل الصحفي قد يخطئ أو يصيب، إلا أن العزيمة قائمة على الالتزام بالصواب وترسيخ مفهوم الحرية كقيمة تُمارس وتصان، بوصف الصحافة الحرة الضمانة الأولى لوعي عام متجدد ولمستقبل يليق بسوريا.
يذكر أن القطاع الإعلامي في سوريا شهد بعد تحرير البلاد من النظام البائد انطلاقات جديدة لعدة وسائل إعلامية بهويات بصرية جديدة، منها الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، وقناة الإخبارية السورية.