الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 12:51 PM

إعادة الحياة إلى قلعة حلب: ترميمات واسعة وافتتاح رسمي وشعبي

إعادة الحياة إلى قلعة حلب: ترميمات واسعة وافتتاح رسمي وشعبي

كشف مدير الآثار في حلب، منير القسقاس، عن تفاصيل أعمال الصيانة الأخيرة التي شهدتها قلعة حلب. وشملت هذه الأعمال ترميم جامع نور الدين، وصيانة شبكة الكهرباء والمياه الداخلية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل قاعة العرش من خلال تركيب منبر خشبي وزجاج جديد، وتحسين الإنارة الخارجية.

وأوضح القسقاس لمنصة سوريا 24 أن الساحة الخارجية للقلعة شهدت تبديل البلاط، وتركيب مقاعد خشبية، وتعزيز الإنارة، واستكمال زراعة أشجار النخيل. كما جرى تأهيل الحمّامات الموجودة أسفل المسرح في القلعة، وإنشاء حمّامات عامة في الحديقة المقابلة لمبنى الأوقاف.

وأشار إلى أن أعمال الترميم امتدت لتشمل برجين دفاعيين، وذلك بتمويل من وزارة السياحة، في إطار خطة متكاملة تهدف إلى الحفاظ على الطابع التاريخي للقلعة.

تزامن هذا الإعلان مع حفل افتتاح قلعة حلب الذي أقيم يوم السبت 27 أيلول 2025، برعاية وزارتي الثقافة والسياحة، وبحضور رسمي وشعبي واسع. وتضمن الحفل عروضاً فنية، أبرزها للفنان الحلبي عبد الكريم حمدان، بالإضافة إلى كلمات لوزير الثقافة محمد ياسين صالح ومحافظ حلب عزام الغريب، أكدا فيها على أن القلعة تمثل رمزاً للتاريخ والصمود.

تفتح القلعة أبوابها أمام الزوار يومياً من الساعة التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً، وقد تم تحديد قيمة التذكرة بمبلغ 5000 ليرة سورية. وقدّر القائمون على أعمال الصيانة، التي تولت تنفيذها شركة خاصة، تكلفة الترميم بنحو 320 ألف دولار أمريكي.

وفي شباط/فبراير 2024، كانت وسائل إعلام موالية للنظام البائد قد نقلت عن وزارة الثقافة (المديرية العامة للآثار والمتاحف) إعلانها إعادة افتتاح القلعة أمام الزوار بعد انتهاء أعمال المرحلة الأولى والثانية من ترميم وتدعيم البرج المتقدم الجنوبي (مدخل القلعة)، الذي تأثر بشكل كبير جراء زلزال شباط 2023.

وأوضحت الوزارة حينها أن المشروع تم بتمويل من الأمانة السورية للتنمية وبالتعاون مع اليونسكو، بعد أن أظهرت الاختبارات وجود تصدعات خطيرة في بنية المدخل. وفي ذلك الوقت، أكد مدير الآثار والمتاحف في حلب الدكتور صخر علبي أنّ الأضرار شملت مدخل القلعة وبعض المعالم على السطح، مشيراً إلى أن أعمال الترميم جرت بأيدٍ وطنية، وبشكل مكثف لإعادة الألق للقلعة وضمان السلامة العامة للزوار.

تحمل قلعة حلب رمزية خاصة لدى سكان المدينة، فهي من أقدم القلاع في العالم، وتعود أصولها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. وقد تعاقبت عليها حضارات متعددة من الآشوريين واليونان إلى الأيوبيين والمماليك والعثمانيين، لتبقى حتى اليوم أبرز معلم تاريخي ورمز حضاري للمدينة.

مشاركة المقال: