الأحد, 19 أكتوبر 2025 01:27 AM

إعلاميات حلب ينتفضن ضد تهميشهن: لماذا غابت الصحفيات عن لقاءات وزير الإعلام حمزة المصطفى؟

إعلاميات حلب ينتفضن ضد تهميشهن: لماذا غابت الصحفيات عن لقاءات وزير الإعلام حمزة المصطفى؟

أبدت مجموعة من الإعلاميات في “حلب” اعتراضهن الشديد على التهميش الذي يتعرضن له في اللقاءات الرسمية، وذلك بسبب الغياب شبه الكامل للصحفيات عن اجتماعات وزير الإعلام “حمزة المصطفى” وجولاته في المحافظات.

سناك سوري _ دمشق

أصدرت مجموعة من إعلاميات حلب بياناً أعربن فيه عن استنكارهن للتهميش والإقصاء الممنهج الذي تتعرض له الصحفيات في المجال الإعلامي. وأشرن بشكل خاص إلى الصورة التي جمعت الوزير “المصطفى” بعدد من الإعلاميين في “حلب” والتي خلت من أي صحفية، معتبرات ذلك انعكاساً واضحاً لهذا التهميش.

كما أكدت الإعلاميات استياءهن من إبعاد الصحفيات عن المشهد الإعلامي العام، وعدم إشراكهن في صنع القرار الإعلامي، بالإضافة إلى محاولات التدخل في اجتماعاتهن وحرمانهن من الحق في التعبير عن آرائهن، وإسكات الصحفيات أثناء الحديث وتجاهل آرائهن ومقترحاتهن.

وطالب البيان بضرورة تمكين الصحفيات من المشاركة الفعالة في صنع القرار الإعلامي، وتوفير بيئة إعلامية آمنة ومحترمة لهن، فضلاً عن احترام حقهن في التعبير عن آرائهن وممارسة عملهن بحرية كاملة.

وفي ختام البيان، أكدت الصحفيات على حقهن في المشاركة الفعالة في بناء المشهد الإعلامي المحلي، وعزمهن على مواصلة العمل الإعلامي الهادف والمسؤول، والتضامن مع جميع الصحفيات اللواتي يتعرضن للتمييز والمضايقات.

لكن الصورة التي جمعت وزير الإعلام مع إعلاميين من “حلب” وغابت عنها الصحفيات كلياً، لم تكن الأولى من نوعها. فقد رصد سناك سوري لقاءات أخرى لـ “المصطفى” مع إعلاميين من مختلف المحافظات، اتسمت بحضور ذكوري طاغٍ وغياب شبه كامل للنساء.

فعلى سبيل المثال، اجتمع وزير الإعلام في 3 حزيران الماضي بإعلاميين من “درعا” مع غياب نسائي تام عن الصور الرسمية للقاء المنشور على صفحة الوزارة الرسمية. وفي لقاء الوزير بتاريخ 14 أيلول الماضي مع العاملين في مديرية إعلام “دير الزور” والكوادر الإعلامية في المحافظة، ظهرت 3 نساء في الصفوف الخلفية، وبالكاد يمكن التعرف عليهن بسبب زحام الصفوف الأمامية التي تصدرها الإعلاميون الرجال.

وتكرر المشهد في مناسبات أخرى غابت عنها الصحفيات أو تم تغييبهن، مثل زيارة وفد إعلاميي “حماة” لمقر “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون”. وفي اجتماع الوزير يوم 12 آب الماضي مع مدراء الدوائر الإعلامية لمناقشة تطوير عمل المكاتب الإعلامية في الوزارات والهيئات العامة، أظهرت الصور الرسمية للاجتماع أن المهام الإعلامية في الوزارات المشاركة في اللقاء حكر على الرجال فقط، باستثناء حضور سيدة واحدة جلست إلى جانب الوزير.

وتكشف صور اللقاءات عن تهميش واضح للصحفيات، وهو ما لا يبدو مصادفة بالنظر إلى تكراره في عدة محافظات وفي أكثر من مناسبة، ليضاف إلى ملف إقصاء النساء عن الشأن العام وتصدير صورة ذكورية بحتة تبتعد فيها المرأة عن المشهد.

إن إبعاد الصحفيات عن اللقاءات الرسمية يتجاهل دورهن في المشهد الإعلامي وجهودهن المهنية لإثبات حضور المرأة السورية في قطاع الإعلام، حيث توجد صحفيات سوريات أثبتن جدارتهن وحققن نجاحات مهنية واسعة. والجدير بالذكر أن المرأة السورية هي أول امرأة عربية كتبت في الصحف، وذلك منذ عام 1870. فهل يتم إقصاؤها بعد أكثر من 155 عاماً من السعي لترسيخ الحضور النسائي في الصحافة السورية؟.

مشاركة المقال: