السبت, 6 ديسمبر 2025 10:01 PM

إندونيسيا تواجه خطر الجوع بعد الفيضانات والأمطار الغزيرة: مخاوف متزايدة

إندونيسيا تواجه خطر الجوع بعد الفيضانات والأمطار الغزيرة: مخاوف متزايدة

تستعد جزيرة سومطرة الإندونيسية، التي تعاني من آثار الفيضانات المدمرة، لاستقبال المزيد من الأمطار الغزيرة يوم السبت. وفي الوقت نفسه، حذر حاكم أحد الأقاليم المتضررة من أن عدد الضحايا تجاوز 900 شخص، وسط مخاوف متزايدة من انتشار الجوع بين السكان.

شهدت مناطق جنوب شرق وجنوب آسيا سلسلة من العواصف الاستوائية والأمطار الموسمية الغزيرة، مما أدى إلى حدوث انزلاقات تربة وفيضانات واسعة النطاق، امتدت من غابات سومطرة المطيرة إلى المزارع الواقعة في مرتفعات سريلانكا.

تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية التي ضربت إندونيسيا وسريلانكا وماليزيا وتايلاند وفيتنام منذ الأسبوع الماضي 1770 شخصًا.

أفادت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية الإندونيسية بأن الأمطار الغزيرة ستعود يوم السبت إلى إقليمي آتشيه وشمال سومطرة، حيث تسببت الفيضانات في تدمير الطرق وغمرت المنازل بالوحل، مما أدى إلى قطع الإمدادات.

أكد حاكم آتشيه، مذاكر مناف، أن فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن جثث الضحايا في الوحل الذي وصل إلى مستويات خطيرة.

إلا أن الجوع يمثل أحد أخطر التهديدات التي تواجه القرى النائية التي يصعب الوصول إليها.

وصرح مذاكر مناف للصحفيين بأن "عددًا كبيرًا من السكان يعانون من نقص في الاحتياجات الأساسية، في حين لم تصل المساعدات بعد إلى العديد من المناطق الريفية النائية في آتشيه".

وأضاف: "الناس لا يموتون بسبب الفيضانات، بل بسبب الجوع. هذا هو الواقع المرير".

وأكد مذاكر أن قرى بأكملها قد جرفتها مياه الفيضانات في منطقة آتشيه تاميانغ المكسوة بالغابات المطيرة.

وأوضح أن "منطقة آتشيه تاميانغ دُمرت بالكامل، من أعلاها إلى أسفلها، حتى الطرق المؤدية إلى البحر".

وقال: "أصبحت العديد من القرى والأقضية الآن مجرد أسماء على الخريطة".

من جانبه، أعرب منوّر ليزا زينال، أحد سكان آتشيه، عن شعوره بـ "الخيانة" من الحكومة الإندونيسية، التي تجاهلت حتى الآن الدعوات لإعلان حالة كارثة وطنية.

وقال لوكالة فرانس برس: "هذه كارثة استثنائية يجب مواجهتها بإجراءات استثنائية"، مكررًا مشاعر الاستياء التي عبر عنها متضررون آخرون من الفيضانات.

وتساءل عن "الجدوى من إعلان حالة كارثة وطنية إذا كان سيأتي متأخرًا".

ومن شأن إعلان حالة كارثة وطنية أن يفرج عن الموارد ويساعد الوكالات الحكومية على تنسيق جهود الاستجابة.

وأشار محللون إلى أن إندونيسيا قد تتردد في إعلان حالة كارثة والسعي للحصول على مساعدات خارجية إضافية، لأن ذلك سيظهر أنها غير قادرة على تحمل المسؤولية.

وأكدت الحكومة الإندونيسية هذا الأسبوع قدرتها على التعامل مع التداعيات.

لم يتضح حجم الدمار إلا مؤخرًا في أجزاء أخرى من سومطرة مع انحسار مياه الأنهار المتدفقة ومياه الفيضانات.

أظهرت صور لوكالة فرانس برس قرويين ينقذون أثاثًا ملطخًا بالأوحال من منازل غمرتها الفيضانات في أيك نغادول بسومطرة الشمالية.

وتخشى المنظمات الإنسانية من أن يكون حجم الكارثة غير مسبوق، حتى بالنسبة لدولة معرضة للكوارث الطبيعية.

ارتفعت حصيلة القتلى في إندونيسيا إلى 908 يوم السبت، وفقًا لهيئة إدارة الكوارث، فيما لا يزال 410 أشخاص في عداد المفقودين.

كما ارتفع عدد القتلى في سريلانكا بأكثر من 100 يوم الجمعة لتصل الحصيلة إلى 607 قتلى، فيما حذرت الحكومة من أن هطول مزيد من الأمطار يزيد من مخاطر حدوث انزلاقات أتربة جديدة.

وأبلغت تايلاند عن 276 حالة وفاة وماليزيا عن حالتين، بينما لقي شخصان على الأقل حتفهما في فيتنام بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في انزلاقات تربة.

الأمطار الموسمية جزء من الحياة في جنوب شرق آسيا، فهي تغمر حقول الأرز وتدعم نمو محاصيل رئيسية أخرى.

لكن تغير المناخ يفاقم تلك الظاهرة ويجعلها أكثر تقلبا وخطورة في أنحاء المنطقة.

ولفت أنصار حماية البيئة والحكومة الإندونيسية إلى أن قطع الأشجار وإزالة الغابات يفاقمان انزلاقات الأتربة والفيضانات في سومطرة.

مشاركة المقال: