الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 11:21 AM

إهمال يطال قرى ريف القامشلي: غياب الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية

إهمال يطال قرى ريف القامشلي: غياب الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية

نالين علي – القامشلي

على الرغم من مرور فترة على سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2024، لا تزال قرى عديدة في ريف القامشلي الجنوبي، شمال شرقي سوريا، تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية وتجاهل من الجهات الرسمية، وذلك بالرغم من قربها من مركز المدينة.

كانت معظم هذه القرى خاضعة لسيطرة النظام السابق، حيث تمتعت بعضها بخدمات محدودة بسبب وجود نقاط عسكرية، بينما عانت قرى أخرى من التهميش الكامل وانعدام الخدمات. وعلى الرغم من المسافة القصيرة التي تفصل هذه القرى عن مركز القامشلي، كان الوصول إليها يمثل تحدياً كبيراً، حيث كان السكان يتعرضون للمصادرة ودفع مبالغ مالية مقابل المرور عبر الحواجز الأمنية التابعة للنظام.

محمد خلف، من قرية أبو زويل، يصف الوضع السابق تحت سيطرة النظام والوضع الحالي للقرية بأنه “سيء جداً”، ويضيف: “بعد سقوط النظام، لم يطرأ أي تغيير على صعيد الخدمات، فلا كهرباء ولا مازوت ولا مياه متوفرة”. ويشير محمد إلى أن “أثناء سيطرة النظام، كان التشليح أمراً معتاداً للجميع، ولم يكن بإمكان أي شخص المرور عبر أي حاجز دون دفع مبالغ مالية”. ويؤكد أن غياب الخدمات يجعل السكان في وضع لا يمكنهم فيه تقديم الشكاوى أو المطالبة بتحسين أوضاعهم.

التعليم بين التوقف والانتظار

عدنان علي، من قرية طرطب، يلفت الانتباه إلى المعاناة الكبيرة التي يعيشها السكان بسبب توقف العملية التعليمية منذ سقوط النظام، متسائلاً: “ما هو مصير أطفالنا؟ هل ستبقى أبواب المدارس مغلقة أمامهم؟”. ويضيف: “كانت الكهرباء متوفرة على مدار 24 ساعة والمياه متاحة باستمرار بفضل وجود فوج عسكري تابع للنظام في القرية. أما الآن، فالكهرباء متوفرة ثلاث ساعات فقط يومياً، والمياه مقطوعة منذ أكثر من ثلاثة أشهر”.

أحمد عثمان، من قرية ذبانة، يوضح أن الوضع لم يشهد أي تحسن بعد سقوط النظام، قائلاً: “الخدمات ووضع القرية بشكل عام سيء، ونعاني من تدهور الطرقات ونقص المحروقات والمياه والكهرباء والغاز”. ويشير إلى تفاقم مشكلة النفايات، قائلاً: “القرية ممتلئة بالأوساخ، ولا توجد سيارات لنقلها، ونخشى انتشار الأمراض بسبب هذا الوضع”.

ويطالب سكان القرى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أو أي جهة معنية بتوفير الخدمات الأساسية، وتفعيل المراكز الأساسية لتخفيف الأعباء، وإعادة فتح المدارس لضمان مستقبل الأطفال التعليمي.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: