الخميس, 9 أكتوبر 2025 10:59 PM

ابتكار واعد: طالب من جامعة دمشق يصمم مضخة كهرومغناطيسية صديقة للبيئة لمعالجة المياه

ابتكار واعد: طالب من جامعة دمشق يصمم مضخة كهرومغناطيسية صديقة للبيئة لمعالجة المياه

دمشق-سانا: في خطوة علمية واعدة نحو الابتكار المحلي في قطاع معالجة المياه، تمكن الطالب عدي مصطفى من كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق من تصميم وتنفيذ مضخة كهرومغناطيسية هايدروديناميكية. تهدف هذه المضخة إلى معالجة المياه المالحة ومياه الصرف الصحي لتوفير مياه نظيفة صالحة للاستخدام، خاصة في المجالات الزراعية التي تعاني من نقص الموارد المائية.

أوضح مصطفى في تصريح لـ سانا أن التحديات البيئية المتعلقة بتلوث المياه كانت الدافع الرئيسي للبحث عن آليات جديدة وأكثر كفاءة لمعالجة المياه، مع تقليل استهلاك الطاقة والحد من الأعطال الميكانيكية التي تواجه أنظمة المعالجة التقليدية.

يعتمد تصميم المضخة على مواد بسيطة ومتوفرة، وهي مصنوعة من مادة بلاستيكية مقاومة للعوامل الكيميائية، وتحتوي على مغناطيسين وصفائح كروم مثبتة عمودياً داخلها لتعظيم الاستفادة من الطاقة المغناطيسية في عملية الفصل والتنقية.

وفقًا لمصطفى، تعتمد المضخة في عملها على قانون لورنتز الفيزيائي، حيث يُحدث المجال الكهرومغناطيسي تيارًا يؤدي إلى فصل الأملاح والشوارد عن المياه، دون أن تترسب داخل المضخة أو الأنابيب المتصلة بها. يمكن تشغيلها باستخدام لوح طاقة شمسية بقدرة 20 واط، وتبلغ سرعتها التشغيلية حوالي 2 متر في الثانية، مما يمكنها من معالجة حوالي 700 لتر من المياه في الساعة.

أشار مصطفى إلى أن الجهاز يستند إلى مبادئ تحاكي آليات التحلية التقليدية، مثل التناضح العكسي والتقطير، ولكن بتقنيات منخفضة الكلفة وعالية الكفاءة، مما يجعله حلاً عمليًا وبيئيًا لمعالجة المياه في المناطق الريفية والنائية.

التصميم والتنفيذ بالكامل ضمن جامعة دمشق

أكد الدكتور طارق كنينة، المشرف الأكاديمي على المشروع من قسم الهندسة الريفية في كلية الزراعة، أن التصميم والتنفيذ تمّا بالكامل داخل جامعة دمشق. تم إعداد نموذج رياضي مبسط لضمان كفاءة عمل المضخة، وبلغت تكلفة إنتاج النموذج الأولي حوالي 300 ألف ليرة سورية.

أشار كنينة إلى أن المضخة قابلة للتطوير لتعمل كمضخة رفع في حال استخدام مغناطيسات أقوى، مشددًا على أهمية دعم مشاريع الطلاب وربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع.

شارك المشروع في معرض جامعة دمشق 2025 للاختراع والتطوير، الذي ضم عددًا من الابتكارات الطلابية المتميزة، وساهم في إبراز طاقات الشباب ودورهم في التنمية وإعادة الإعمار في سوريا.

يسلط هذا المشروع الضوء على أهمية الاستثمار في العقول الشابة وربط التعليم الأكاديمي بالحلول التطبيقية، من خلال مشاريع تخدم البيئة والمجتمع بكفاءة واقتصادية.

تواجه سوريا، كغيرها من دول المنطقة، تحديات متزايدة في إدارة الموارد المائية نتيجة عوامل متعددة، من أبرزها التغير المناخي وتراجع مصادر المياه العذبة، إضافة إلى التأثيرات الناتجة عن التوسع العمراني والنشاط الزراعي غير المنظّم. ومع تصاعد معدلات تلوث المياه السطحية والجوفية، برزت الحاجة الماسّة إلى حلول مبتكرة ومستدامة لمعالجة المياه وتأمين مصادر بديلة وصالحة للاستخدام، وخاصة في المناطق الريفية والمجتمعات الزراعية التي تعتمد بشكل رئيسي على مياه الري.

مشاركة المقال: