واشنطن-سانا: كشف فريق علمي دولي بقيادة باحثين من الولايات المتحدة الأمريكية عن اكتشاف جيولوجي هام على سطح المريخ، يتمثل في وجود صخور بيضاء نادرة تحتوي على معدن الكاولينيت. يشير هذا الاكتشاف إلى أن الكوكب الأحمر شهد في الماضي مناخاً استوائياً دافئاً مع أمطار غزيرة استمرت لملايين السنين.
وفقًا لما نُشر على منصة Eurekalert، المتخصصة في الأخبار العلمية والطبية، أظهرت الدراسة التي أجرتها جامعة بيردو الأمريكية بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن هذه التكوينات الصخرية، التي رصدها مسبار بيرسيفيرانس، تُعد أول دليل مباشر على وجود الكاولينيت على سطح المريخ. يُذكر أن هذا النوع من الصلصال لا يتشكل إلا في البيئات الرطبة جدًا على الأرض.
أوضح الدكتور أدريان بروز، الباحث الرئيسي في الدراسة: "إن رؤية هذا النوع من الصخور في بيئة قاحلة وباردة مثل المريخ، حيث لا يوجد ماء سائل حاليًا، يدل على أن الكوكب مر بظروف مناخية مختلفة جذريًا في الماضي". وأضاف أن وجود الكاولينيت يشير إلى بيئة مشابهة للمناطق الاستوائية المطيرة على الأرض.
أشارت البروفيسورة بريوني هورجان، خبيرة بعثة "بيرسيفيرانس"، إلى أن هذه الصخور تتطلب كميات كبيرة من المياه لتتشكل، مما يدل على هطول أمطار غزيرة استمرت لملايين السنين. وأكدت أن هذا الاكتشاف يعتبر من أهم الأدلة الجيولوجية التي تم رصدها على المريخ حتى الآن.
استخدم الفريق أدوات متطورة على متن المسبار، مثل سوبركام وماستكام-زد، لتحليل الصخور ومقارنتها بعينات أرضية من كاليفورنيا وجنوب إفريقيا. أظهرت النتائج تطابقًا ملحوظًا في التركيب الكيميائي.
على الرغم من انتشار هذه الصخور البيضاء في مسار المسبار منذ هبوطه في فوهة جيزيرو عام 2021، لا يزال مصدرها مجهولاً، مما يفتح الباب أمام فرضيات متعددة، مثل أن تكون قد جرفتها الأنهار القديمة أو نتجت عن اصطدام نيزكي.