الخميس, 14 أغسطس 2025 01:28 PM

التدخين المبكر: وباء يهدد أطفال سوريا.. الأسباب، المخاطر، وطرق المواجهة

التدخين المبكر: وباء يهدد أطفال سوريا.. الأسباب، المخاطر، وطرق المواجهة

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة مقلقة تتمثل في تدخين الأطفال واليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 15 عامًا للسجائر علنًا، دون خوف أو رادع قانوني. هذه الظاهرة تمثل خدشًا للحس المجتمعي وتدميرًا لبنية المجتمع. فمن يستطيع تجاهل منظر طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره وهو يدخن سيجارة أو أركيلة؟ البعض يقدم النصيحة، والآخر يلوم الأهل على قلة التربية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يدفع طفلاً في هذا العمر، والذي من المفترض أن يستمتع بتناول البسكويت والعصير، إلى حمل السيجارة؟

للتعرف على أسباب هذه الظاهرة وكيفية علاجها، التقت صحيفة "الحرية" بالدكتورة لينا غانم، دكتورة الإرشاد النفسي في جامعة طرطوس، التي أكدت أن ظاهرة التدخين بين الأطفال واليافعين منتشرة وتعد من أخطر الظواهر على المجتمع والأطفال من النواحي الجسدية والنفسية والاجتماعية.

أسباب ومسببات

أوضحت الدكتورة غانم أن للتدخين أسبابًا عديدة، منها التقليد، حيث يميل الأطفال واليافعون إلى تقليد سلوكيات الجماعات التي ينتمون إليها، بما في ذلك التدخين، وذلك للشعور بالقبول والانتماء. كما أن النماذج الشهيرة من الممثلين واليوتيوبرز ونجوم السوشيال ميديا تؤثر فيهم، بالإضافة إلى تكرار مشاهد التدخين في الأغاني والمسلسلات، مما يشجع الأطفال واليافعين على التجربة ومن ثم التعود على التدخين.

وأضافت أن الرغبة في التجربة تعد من العوامل المهمة، حيث تحمل هذه المرحلة العمرية الرغبة في الاكتشاف والتجربة. كما أشارت إلى غياب الضمير الحي لدى البائعين الذين يبيعون هذه المواد للأطفال للحصول على المكسب المادي، وكذلك المقاهي التي تقدم النرجيلة للأطفال. بالإضافة إلى غياب رقابة الأهل والانشغال عن الأطفال وإهمالهم، وسهولة الحصول على السجائر وتوفرها في الشوارع في ظل غياب الرقابة القانونية، وتوفر السيولة المادية مع الأطفال والمراهقين، وضغوطات الحياة اليومية التي تدفع الأهل إلى التدخين، وعمالة الأطفال وإحساسهم بالاستقلالية المادية.

العقم والعجز الجنسي

أكدت الدكتورة غانم أن للتدخين عواقب صحية خطيرة على المدخنين عمومًا، وعلى الأطفال واليافعين بشكل خاص، مثل أمراض الجهاز التنفسي (الربو والتهاب الشعب الهوائية)، وأمراض القلب، والسكري، ومشاكل في النمو، والإصابة بالسرطانات، ومشاكل في الرئة، ومشاكل في العين (إعتام عدسة العين)، بالإضافة إلى الآثار السلبية على المدى الطويل والتي تؤدي إلى العقم والعجز الجنسي وتؤثر في الخصوبة.

تأثير على القدرات العقلية

أوضحت الدكتورة غانم أن التدخين يؤثر أيضًا على القدرات العقلية للأطفال، حيث يؤدي التدخين السلبي إلى انخفاض في القدرات الإدراكية والذهنية، وبالتالي يؤثر في أدائهم الدراسي وقدرتهم على التعلم. وقد يؤدي التدخين إلى إفراز مواد كيميائية في الدماغ تؤثر على المزاج والسلوك، مما يزيد من خطر التقلبات المزاجية والعصبية. كما أن له تأثيرات اجتماعية، حيث يعد المدخنون أكثر عرضة للشعور بالعزلة الاجتماعية والوحدة، مما قد يؤدي إلى تفاقم مشاكل الصحة العقلية، وزيادة خطر الإصابة باضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب والتوتر.

مراقبة سلوك الأطفال

أكدت الدكتورة غانم على ضرورة علاج هذه الظاهرة عن طريق مراقبة سلوك الأطفال من قبل الأهل، والانتباه إلى التغيرات في سلوكهم التي تشير إلى التدخين، وتوعية الأطفال بمخاطر التدخين من قبل الأهل والمدرسة ووسائل الإعلام، وتعزيز لغة الحوار مع الطفل لمعرفة الأسباب التي أوصلته للتدخين، ومساعدته بأسلوب إيجابي للتخلص من هذه الظاهرة، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، وتوفير بيئة داعمة ومشجعة للأطفال والمراهقين للإقلاع عن التدخين.

تنظيم حملات توعية

وشددت على أهمية تشجيع الطفل على ممارسة التمارين الرياضية وملء أوقات الفراغ، وتطبيق قوانين صارمة لمنع بيع السجائر للقاصرين، وزيادة الضرائب على السجائر لتقليل القدرة الشرائية، وتشديد الرقابة على الأماكن التي تباع فيها السجائر، وتنظيم حملات توعية بوسائل الإعلام والسوشيال ميديا، وتقديم نماذج لأشخاص أقلعوا عن التدخين، وعلاج ظاهرة عمالة الأطفال والاهتمام بهم وإرسالهم إلى المدارس وتنمية مواهبهم.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: