دعت الجزائر والصومال إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة تداعيات الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية (واج) أن طلب عقد الجلسة جاء بعد التشاور مع المجموعة العربية في نيويورك.
من المتوقع أن تعقد رئاسة مجلس الأمن الدولي الجلسة الطارئة صباح الخميس 10 نيسان. وكانت مجموعة "أ 3+" في مجلس الأمن الدولي، والتي تضم الجزائر وسيراليون والصومال، إضافة إلى جمهورية غيانا، قد جددت في آذار الماضي التأكيد على التزامها بوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامتها الإقليمية، مطالبة بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والرفع السريع للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة عليها.
وفي كلمة ألقاها الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، باسم المجموعة خلال جلسة إحاطة بشأن سوريا، أكد أن الهجمات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على المواقع العسكرية في الأراضي السورية تفاقم التحديات الأمنية. وأضاف أن التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين بشأن وجود قواتهم في الأراضي السورية، ونيتهم إقامة "منطقة منزوعة السلاح" في الجنوب السوري، تعد انتهاكًا لسيادة سوريا وسلامتها الإقليمية.
شهد الأسبوع الماضي سلسلة من الاستهدافات الإسرائيلية، كان آخرها قصف "اللواء 75" ومقر "الفرقة الأولى" قرب الكسوة بريف دمشق، بعد ساعات من تصعيد على عدة مواقع في سوريا. وكان التصعيد الأعنف مساء الأربعاء 2 نيسان، حيث قصف الطيران الحربي الإسرائيلي عدة مواقع عسكرية في محافظات دمشق وحماة وحمص ودرعا.
وقال مراسل عنب بلدي في حماة، إن طائرتين حربيتين إسرائيليتين استهدفتا مطار حماة العسكري بحوالي 25 غارة جوية، مشيرًا إلى أن سيارات الإسعاف توجهت إلى مكان القصف في محيط المطار بعد وقوع مصابين بينهم مدنيون من رعاة الأغنام. وقالت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية، إن الطيران الإسرائيلي استهدف محيط مطار حماة العسكري، ومحيط مطار "T4" العسكري بريف حمص الشرقي، إضافة لاستهداف البحوث العلمية في دمشق.
في درعا، أفاد مراسل عنب بلدي بأن القوات الإسرائيلية توغلت في حرش سد الجبيلية، ثم قصفت المنطقة بعشرات القذائف، حيث تصدى بعض المدنيين من أبناء مدينة نوى والقرى المجاورة لهذا التوغل. ونقل المراسل عن مصادر طبية أن تسعة مدنيين قُتلوا وأصيب آخرون بعضهم حالتهم خطرة، جراء قصف إسرائيلي على المنطقة الواقعة بين مدينة نوى وبلدة تسيل.
وحذّرت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، من مواجهة عواقب وخيمة إذا هدد أمن إسرائيل. وأدان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، التصعيد العسكري الإسرائيلي المتكرر والمتزايد في سوريا، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال تقوض الجهود المبذولة لبناء سوريا جديدة تنعم بالسلام الداخلي كما تتسبب في زعزعة استقرارها.
كما أدانت كل من الأردن وقطر ومصر والسعودية والعراق والجزائر ودول أخرى القصف الإسرائيلي على سوريا. وسبق أن دعا الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الدول العربية إلى تحمّل مسؤولياتها في مساعدة سوريا على وقف انتهاكات إسرائيل لأراضيها، مؤكدًا تمسّك سوريا باتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، ورفضها استمرار إسرائيل في تجاهل هذا الاتفاق.