الإثنين, 11 أغسطس 2025 02:37 PM

الجمعية التاريخية السورية في حمص: نصف قرن من الحفاظ على التراث والذاكرة

الجمعية التاريخية السورية في حمص: نصف قرن من الحفاظ على التراث والذاكرة

حمص-سانا: منذ أكثر من نصف قرن، تواصل الجمعية التاريخية السورية في مدينة حمص رسالتها النبيلة في الحفاظ على الهوية الثقافية للمدينة وصون تراثها المادي واللامادي. وتقوم الجمعية بذلك من خلال تنظيم نشاطات علمية وثقافية وميدانية تلقي الضوء على الأسواق القديمة، والفنون، والخط العربي، والعادات والتقاليد، والحرف اليدوية، وحتى الأمثال الشعبية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من روح المكان.

أوضح رئيس الجمعية التاريخية في حمص وأحد مؤسسيها عام 1971، أستاذ التاريخ ياسر البيطار، في تصريح لمراسلة سانا، أن فكرة تأسيس الجمعية انطلقت من اجتماع 23 مدرّس تاريخ اجتمعوا على هدف واحد: المحافظة على تاريخ البلد وتراثها. وأضاف البيطار: "باشرنا منذ التأسيس بتنظيم نشاطات متنوعة تُعنى بتاريخ المدينة ومعالمها، لكن المقر تعرض للدمار عام 2011، قبل أن يُعاد ترميمه وتأهيله عام 2018، لنستأنف نشاطنا من جديد".

وبيّن البيطار أن الجمعية تضم حالياً نحو 200 عضو، وأن مقرها هو منزل تاريخي بُني في أواخر العهد العثماني من الحجر الأسود، وكان يوماً منزل الباشا عبد الحميد الدروبي. وأشار إلى أن اختيار هذا المقر جاء نظراً لعراقته وارتباطه الوثيق بجذور المدينة.

من جانبها، أكدت الدكتورة أمية العزي، نائب رئيس الجمعية، أن إعادة افتتاح المقر بعد الترميم أعادت معه روح العمل الجاد للحفاظ على تراث حمص. وأوضحت أن النشاطات شملت تنظيم مسيرات تعريفية لأهم المعالم التاريخية مثل قصر الزهراوي وقصر مفيد الأمين، إضافة إلى المشاركة الفعالة في فعاليات ثقافية وتراثية بالتعاون مع جمعيات وهيئات أخرى.

وأشارت العزي إلى أن الجمعية تنظم سلسلة محاضرات متنوعة الموضوعات، تسعى جميعها لتعميق الوعي بأهمية الحفاظ على التراث.

بدوره، قال عضو الجمعية خالد خيارة: إن الجمعية تسعى جاهدة لإلقاء الضوء على جميع الجوانب التراثية لمدينة حمص، سواء المادية أو اللامادية، بما في ذلك الأسواق، الخط العربي، الفنون، العادات، التقاليد، الحرف، والأمثال الشعبية. ودعا خيارة إلى دعم الجمعية بكل الإمكانات المتاحة.

في حين أشار عضو ومسؤول الإعلام في الجمعية خالد الفرج إلى أن أبواب الانتساب مفتوحة لجميع الأعمار، وبيّن أن الترويج للنشاطات يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وموقع "عراقة وأصالة".

كما لفت عضو الجمعية محمد غازي حسين آغا إلى أن الجمعية قامت بطباعة عشرات الكتب التاريخية والثقافية والمنشورات، إضافة إلى دراسات وأبحاث دورية في تاريخ وآثار المدينة، وجميعها لأعضاء الجمعية.

وتستمر الجمعية التاريخية السورية في حمص، والتي تتبع أيضاً لاتحاد المؤرخين العرب في بغداد، بأداء دورها الحيوي كحارس لذاكرة المدينة، مستندة إلى جهود أعضائها وتعاون المجتمع المحلي، لتبقى حمص حاضرة في الذاكرة التاريخية والثقافية لسوريا والعالم العربي.

مشاركة المقال: