الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 04:51 PM

الحسكة: أسطوانات الغاز التالفة خطر يهدد حياة السكان

الحسكة: أسطوانات الغاز التالفة خطر يهدد حياة السكان

دلسوز يوسف – الحسكة

في إحدى أمسيات الشتاء الهادئة في الحسكة، كان خضر العلي يتفحص أسطوانة الغاز التي استلمها للتو أمام منزله. بعد لحظات، اكتشف تسربًا طفيفًا، مما أثار قلقه. أعاد الأسطوانة إلى المندوب، وهي ليست المرة الأولى. وقال لـ نورث برس بضيق: "لا نعرف ما إذا كانت الأسطوانة تالفة من الداخل أو الخارج... مطلبنا الوحيد هو استبدال جميع الأسطوانات التالفة بأخرى جديدة".

قصة خضر هي مجرد مثال واحد من بين عشرات القصص التي تتكرر يوميًا في أحياء المدينة. يشكو سكان الحسكة من تزايد عدد أسطوانات الغاز التالفة التي تصل إليهم، وسط مخاوف متزايدة بشأن خطورتها على حياتهم، خاصة وأنها لم تخضع لعمليات صيانة أو تجديد منذ سنوات.

تتركز شكاوى السكان والمهنيين على استمرار أعطال الصمامات وتسرب الغاز، ويؤكدون أن الأسطوانات التي يحصلون عليها غالبًا ما تكون رديئة فنيًا وغير آمنة للاستخدام.

ويقول زين الدين يوسف، وهو مسؤول في إحدى الكومينات بحي المفتي، إن الأسطوانات "باتت تشكل خطرًا كبيرًا"، موضحًا أن العديد منها "تالف ومنفوخ، ولا يتم استبداله أو إصلاحه كما يجب". وتُعرَّف الكومينات، وفقًا لهيكلية الإدارة الذاتية، بأنها أصغر وحدة إدارية تتكون من عدة لجان وتشمل سكان الحي أو القرية لإدارة شؤون حياتهم، حيث يتم تنظيم ما بين 800 إلى ألف شخص في كومين واحد.

ويضيف يوسف لـ نورث برس أن بعض الأسطوانات التي يوزعونها تعود خلال أيام وهي معطلة مرة أخرى، بسبب مشاكل الصمامات التي يصفها بأنها "الأكثر خطورة". ويؤكد المسؤول المحلي أن الأسطوانات التي تُرسل إلى المعمل "تعود بالحالة نفسها دون أي إصلاح"، مما يدفع بعض السكان إلى إصلاحها بطرق بدائية مثل تركيب براغي على الصمام، وهو أمر بالغ الخطورة.

وعلى الرغم من إعلان معمل السويدية في ريف القامشلي عن بدء إنتاج 75 أسطوانة يوميًا لمواجهة أزمة الأسطوانات المتهالكة، يرى مندوبو الغاز في الحسكة أن الكمية المنتجة "لا تكفي إطلاقًا"، في ظل وجود عشرات وربما مئات الآلاف من الأسطوانات التالفة.

ويشيرون إلى أن كل دفعة تصلهم تتضمن عشرات الأسطوانات المعطوبة، مما يضطرهم إلى صيانتها على نفقتهم الخاصة نتيجة رفض المعمل استبدالها، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا وخطرًا مستمرًا على العاملين والمستهلكين.

وتتصاعد هذه المخاوف بعد حادث انفجار أسطوانة غاز داخل أحد المطاعم في القامشلي في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، والذي أدى إلى وفاة عامل وإصابة أكثر من 15 شخصًا. تركت الحادثة أثرًا واضحًا بين أصحاب المطاعم والعاملين في هذا المجال.

في حي الصالحية بالحسكة، يؤكد بوبلاني أن "وجع الغاز هو وجع الناس كلهم"، مشيرًا إلى أن معظم الأسطوانات التي تصلهم بها تسريب من الصمام أو ثقوب تؤدي إلى تسرب الغاز. ويضيف لـ نورث برس أن حادثة القامشلي زادت من مخاوفهم: "لدي عشرات العمال، والخوف الأكبر هو عليهم. لو حدث انفجار ستكون النتائج كارثية".

ويطالب بوبلاني الجهات المسؤولة بمتابعة جادة وسريعة، مؤكدًا أن الصمامات لا تصل سليمة وأن الرقابة شبه غائبة.

بين قصص خضر ويوسف وبوبلاني، تتكشف ملامح أزمة متصاعدة يعيشها سكان الحسكة يوميًا، يواجهون فيها خطر أسطوانات غاز متهالكة، ويطالبون بحلول عاجلة تضمن لهم الحد الأدنى من الأمان داخل بيوتهم وأعمالهم.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: