شهدت محافظة الحسكة، وخاصة مدينتي الحسكة والقامشلي، تحسنًا ملحوظًا في حرية التنقل والسفر نحو العاصمة دمشق منذ سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024. سنوات طويلة مضت كانت خلالها المربعات الأمنية، ومطار القامشلي، وحواجز النظام السابق تشكل عائقًا أمام حركة السكان.
ومع إزالة هذه البنى الأمنية، بدأت مرحلة جديدة يصفها الأهالي بأنها الأكثر أمانًا وانسيابية منذ سنوات.
يقول عبد القادر (30 عامًا) من مدينة الحسكة في تصريح لـ سوريا 24 إن حياته تغيرت بصورة جذرية بعد سقوط النظام، موضحًا: "قبل كانون الأول لم أكن قادرًا على مغادرة الحسكة بسبب ملاحقتي للخدمة العسكرية. كان الطريق إلى دمشق مغلقًا بالنسبة إليّ عمليًا. اليوم تمكنت من السفر مرتين إلى العاصمة، وشعرت للمرة الأولى أنني أتحرك بلا خوف."
ويشير إلى أن هذا التحول انعكس مباشرة على وضع أسرته: "والدي كان يسافر إلى دمشق للعلاج بمفرده لأن أحدًا منا لم يكن يستطيع مرافقته. كنا نمضي الساعات في قلق شديد حتى يعود. الآن أرافقه في سفره، والطريق أصبح أكثر أمنًا وهدوءًا."
وفي القامشلي، يصف أبو أحمد أن ظروف السفر قبل سقوط النظام كانت مرهقة إلى حد كبير، قائلًا لـ سوريا 24: "كنا نفكر مئات المرات قبل أن نسافر إلى دمشق. الوقوف على حواجز قوات النظام السابق كان يستمر لساعات طويلة، والتفتيش كان مهينًا، والابتزاز أمرًا متوقعًا حتى إن لم يكن على الشخص أي مخالفة."
ويتابع: "اليوم اختفت تلك الحواجز. المربعات الأمنية التي كانت داخل المدينة لم تعد تشكل تهديدًا لحركتنا. أصبح الطريق إلى العاصمة مفتوحًا وأكثر أمنًا."
أما جمعة الحسن من ريف الحسكة، فيؤكد في تصريح لـ سوريا 24 أن فتح الطريق إلى دمشق لم يؤثر فقط على حركة الأفراد، بل على النشاط الاقتصادي أيضًا: "نقل البضائع كان يتأخر ساعات طويلة بسبب التفتيش على الحواجز. بعد سقوط النظام باتت رحلات النقل أسرع وأكثر أمنًا".
ويضيف: "حتى الطلاب والمرضى الذين يحتاجون إلى السفر إلى دمشق أصبحوا يتحركون بسهولة أكبر. فتح الطرق غيّر الكثير في حياة الناس."
يتفق أهالي الحسكة والقامشلي على أن إزالة الحواجز المرتبطة بالمربعات الأمنية ومطار القامشلي شكّلت خطوة محورية نحو حياة أكثر استقرارًا. وعلى الرغم من استمرار التحديات المعيشية والخدمية، يرى الأهالي أن القدرة على السفر بحرية، خصوصًا نحو دمشق، تمثل بداية لمرحلة جديدة طال انتظارها، وتفتح الباب أمام مزيد من الانفراج في حياة المواطنين اليومية.