الخميس, 21 أغسطس 2025 06:48 AM

الحكومة السورية تنفي انسحاب قواتها من قرى السويداء وتكشف تفاصيل حول الممر الإنساني

الحكومة السورية تنفي انسحاب قواتها من قرى السويداء وتكشف تفاصيل حول الممر الإنساني

نفت الحكومة السورية صحة الأنباء المتداولة حول انسحاب قواتها الأمنية من قرى في محافظة السويداء جنوبي سوريا. وأكد المكتب الإعلامي بقيادة الأمن الداخلي في محافظة السويداء، في تصريح لقناة "الإخبارية" الرسمية، أنه لا صحة لما أوردته وسائل الإعلام بشأن انسحاب قوات الأمن الداخلي من قرى بريف السويداء.

كما نفى مراسل عنب بلدي، نقلاً عن عناصر من الأمن الداخلي المتواجدين في القرى التي تسيطر عليها الحكومة، أي انسحاب للعناصر الأمنية من قرى محافظة السويداء. يذكر أن الحكومة السورية تسيطر على أكثر من 30 قرية في السويداء.

وكانت صفحة "شبكة أخبار السويداء" المحلية قد ذكرت أن الفصائل المحلية بدأت بالتقدم والانتشار في قرية السويمرة بريف السويداء، بعد انسحاب القوات الحكومية منها، مشيرة إلى العثور على عدد من الجثث في القرية تعود لأشخاص قتلوا قبل أكثر من شهر. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بدخول مجموعات هندسية من الفصائل المحلية إلى منطقة السويمرة بعد انسحاب قوات وزارتي الدفاع والداخلية منها، واكتشاف أربع جثث لمواطنين من الطائفة الدرزية.

في المقابل، نفى سكان من أهالي بلدة اللجاة وجود أي اشتباك أو انسحاب للقوات الحكومية من قرية السويمرة.

انتشال جثث بالسويداء

أفاد مراسل عنب بلدي بدخول فرق من الهلال الأحمر السوري إلى السويداء لانتشال جثث من داخل المدينة. وذكرت شبكة "السويداء 24" أن فرق الهلال الأحمر انتشلت عدّة جثث من قرى ريف السويداء الغربي والشمالي خلال الأيام القليلة الماضية، ونُقل قسم منها إلى مستشفى السويداء الوطني، وقسم آخر إلى مستشفيات دمشق أو درعا. لم تتلق عنب بلدي ردًا من المكتب الإعلامي للهلال الأحمر بخصوص تفاصيل عملية انتشال الجثث.

لا ممر عبر الحدود

من جهة أخرى، نفى مصدر حكومي لوكالة الأنباء السورية (سانا) وجود ممر إنساني عبر الحدود، مؤكدًا أن تقديم المساعدات الإنسانية يتم بالتنسيق المباشر مع مؤسسات الدولة في دمشق، حرصًا على ضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومنظم إلى جميع المستحقين، بما في ذلك محافظة السويداء. وأشار المصدر إلى التسهيلات والموافقات التي منحتها الحكومة السورية للمنظمات الأممية، واستمرار عمل القوافل الوطنية والإغاثية السورية.

جاء نفي الحكومة بعد أنباء عن تنسيق بين سوريا وإسرائيل لفتح ممر إنساني من الأخيرة وصولًا إلى السويداء، خلال لقاء بين الجانبين في باريس. وذكرت سانا أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، التقى بوفد رسمي إسرائيلي ترأسه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في باريس بوساطة أمريكية لبحث سبل خفض التصعيد وتعزيز الاستقرار في الجنوب السوري، والتركيز على ملفات أمنية وسياسية، أبرزها مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وتأكيد مبدأ عدم التدخل في الشأن السوري الداخلي، ودراسة تفاهمات ثنائية.

أمريكا تتوسط لإنشاء الممر

ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تسعى إلى التوسط لاتفاق يتضمن إنشاء ممر إنساني بين مدينة السويداء والجانب الإسرائيلي، بهدف إيصال مساعدات إنسانية مباشرة إلى المدنيين في الجنوب السوري. ووصف الموقع المبادرة بأنها مدخل محتمل إلى تهدئة أوسع وربما فتح الباب أمام تطبيع محدود في العلاقات بين الجانبين، ضمن خطوات تدريجية تقودها واشنطن لإعادة تفعيل مسار التسوية في سوريا. ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن هذا الاتفاق، في حال نجاحه، قد يشكل فرصة لإعادة إحياء الجهود الأمريكية في الملف السوري، ويمثل مدخلًا عمليًا لتقريب وجهات النظر إقليميًا، انطلاقًا من دعم الاحتياجات الإنسانية العاجلة في الجنوب.

يذكر أن أزمة السويداء بدأت في 13 من تموز الماضي، بعد اشتباكات بين فصائل محلية ومسلحين يتبعون لعشائر في المنطقة، على خلفية اختطاف متبادل بين الجانبين، وتأزمت الأوضاع بعد تدخل قوات وزارتي الداخلية والدفاع ومسلحين من العشائر، الذي رافقه انتهاكات متبادلة بين الحكومة والفصائل المحلية والعشائر بحق مدنيين. وتعيش المحافظة حالة من الاستقرار النسبي، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين برعاية دولية.

مشاركة المقال: