الجمعة, 8 أغسطس 2025 02:42 AM

الذكاء الاصطناعي: هل يهدد مستقبل الإنسان ودوره في التفكير واتخاذ القرار؟

الذكاء الاصطناعي: هل يهدد مستقبل الإنسان ودوره في التفكير واتخاذ القرار؟

القلق بشأن استبدال الإنسان بالآلة ليس جديدًا. لطالما انتابت البشرية هذه الفكرة منذ بداية الثورة الصناعية، عندما ارتبط التقدم التكنولوجي بفقدان الوظائف والمهارات. اليوم، يعيد الذكاء الاصطناعي إحياء هذا القلق، ولكن بسرعة أكبر وبتأثير أعمق.

السؤال المطروح الآن لم يعد "هل ستحل الآلة محل الإنسان؟"، بل "من سيكون التالي؟". المناصب الإدارية، التحاليل الطبية، الخدمات التعليمية، وحتى الإنتاج الفني... لا يبدو أن هناك مجالًا في مأمن من موجة الذكاء الاصطناعي التي تجتاح العالم.

كل يوم تقريبًا، تظهر تطبيقات جديدة للذكاء الاصطناعي تتجاوز التوقعات. من المهام التحليلية الدقيقة إلى التواصل مع البشر بلغة طبيعية تمامًا، تزداد قدرة هذه الأنظمة على اجتياز "اختبار تورينغ"، أي أن تبدو في ردودها غير قابلة للتمييز عن الإنسان.

لطالما عبرت الثقافة الشعبية، من خلال الأفلام والروايات، عن هذا القلق بصور قاتمة أو تحذيرية. هذه الرؤى ليست ضربًا من الخيال، بل هي انعكاس لخوف مشروع: ماذا لو وصلت الآلة إلى مرحلة لا تحتاج فيها إلينا؟ ماذا لو استنتجت أننا العائق الأكبر أمام الكفاءة؟

القلق لا يقتصر على البطالة، بل يمتد إلى سؤال أعمق: هل نفقد تدريجيًا قدراتنا الذهنية بسبب اعتمادنا المتزايد على الأنظمة الذكية؟ بدأت الدراسات الحديثة تلمح إلى ذلك، خاصة في مجال التعليم.

الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بطبيعته، لكنه يفرض علينا مسؤولية أخلاقية وفكرية كبيرة: استخدامه دون التنازل عن دورنا في التفكير والتقييم واتخاذ القرار. ربما حان الوقت لإعادة التفكير: ليس فقط في حدود قدرات الذكاء الاصطناعي، بل في حدود تخلينا نحن عن دورنا البشري. فالخطر الحقيقي قد لا يكون في الآلة... بل في استسلامنا لها.

عن: أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: