يشكو سكان قرية "الجديدة" في ريف الرقة الشرقي من تفاقم مشكلة الكلاب الشاردة، التي أصبحت تشكل تهديدًا يوميًا لسلامتهم، خاصة مع انتشارها في مكبات النفايات العشوائية على أطراف الطرق المؤدية إلى القرية. تفاقمت هذه الظاهرة بسبب تزايد إلقاء القمامة في أماكن غير مخصصة لها، نتيجة ضعف خدمات النظافة البلدية وقلة الآليات المخصصة لجمع النفايات، مما دفع السكان إلى المطالبة بحلول جذرية لهذه المشكلة التي تؤثر على حياتهم اليومية.
تعتبر مكبات النفايات العشوائية بيئة جاذبة للكلاب الشاردة، التي تكاثرت في محيط القرية وبدأت تهاجم المارة، خاصة مستخدمي الدراجات النارية والمزارعين وطلاب المدارس. حسن الجاسم، أحد سكان قرية الجديدة، ذكر أنه يضطر إلى زيادة سرعته عند المرور بجانب المكب الواقع عند مدخل القرية خوفًا من هجوم الكلاب الشاردة. وأكد على ضرورة إزالة المكب بشكل نهائي، معتبراً أن حرق النفايات ليس حلاً فعالاً.
عبد القادر الشريف أعرب عن مخاوفه على أطفاله، مشيرًا إلى أنه يرافقهم يوميًا إلى المدرسة ويعيدهم بسيارته خوفًا من تعرضهم لهجوم الكلاب. وأضاف أن البلدية مسؤولة عن هذه الظاهرة بسبب عدم قيامها بدورها في ترحيل النفايات بالشكل المطلوب، مما أدى إلى تراكم القمامة وتكاثر الكلاب الضالة.
في المقابل، أرجع مصدر مسؤول في بلدية الكرامة، التي تتبع لها قرية الجديدة، تفشي المكبات العشوائية والكلاب الشاردة إلى ضعف الإمكانيات المتاحة. وأوضح المصدر أن البلدية تشرف على أكثر من 10 قرى في المنطقة، بينما لا تمتلك سوى أربع جرارات وجرافة صغيرة واحدة، وهو عدد غير كاف لتغطية هذه القرى. وأشار إلى أن البلدية تبذل جهودًا دورية لإزالة المكبات العشوائية وملاحقة الكلاب الشاردة، إلا أن ضعف الوعي لدى بعض السكان، الذين يلقون النفايات بشكل عشوائي، يشكل تحديًا كبيرًا.
طالب المصدر الجهات المعنية بدعم البلدية بالمعدات اللازمة وزيادة عدد عمال النظافة، لتمكينها من أداء مهامها بشكل أفضل والحد من الظواهر السلبية الناتجة عن تراكم النفايات وانتشار الكلاب الشاردة.
أجمع سكان قرية الجديدة على ضرورة معالجة هذه الأزمة بشكل شامل، بدءًا من إزالة المكب العشوائي بشكل نهائي وتوفير نقاط نظامية لجمع النفايات، وصولاً إلى إطلاق حملات توعية وتكثيف العمل البلدي في مجال النظافة. كما دعوا إلى تشكيل فرق مختصة للتعامل مع الكلاب الشاردة واتخاذ إجراءات وقائية تحمي السكان.
تبقى مشكلة الكلاب الشاردة ومكبات النفايات العشوائية إحدى أبرز الأزمات البيئية والخدمية التي تعاني منها المناطق الريفية في محافظة الرقة، في ظل ضعف الإمكانيات البلدية وغياب الدعم الكافي من الجهات المسؤولة، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً ومستداماً للحد من تفاقم الوضع وحماية السكان.