تبذل المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية جهودًا متواصلة لإعادة تأهيل شبكة السكك الحديدية في محافظة حلب والمحافظات الأخرى، وذلك في إطار سعيها لتعزيز دور هذا القطاع الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني وحركة النقل، على الرغم من التحديات الفنية والأمنية واللوجستية التي تواجهها.
أوضح المدير العام للمؤسسة، أسامة حداد، في تصريح لمراسلة سانا، أن العمل جارٍ على قدم وساق لإعادة تأهيل البنية التحتية وتطوير محطات الصيانة في منطقتي جبرين وكفرعايا. وأضاف أنه تم إجراء دراسات شاملة لإعادة تأهيل خط الراعي مع تركيا.
وأشار حداد إلى أن المؤسسة تركز حاليًا على ضمان نقل البضائع الإستراتيجية، مثل مادة الفيول، إلى المحطات الحرارية ونقل الحبوب بين المحافظات، مما يساهم في استقرار الخدمات الأساسية.
من جانبه، كشف المهندس إبراهيم خضرو، معاون المدير العام للشؤون الفنية، أن عدد القاطرات العاملة لا يمثل سوى 20 بالمئة فقط من الطاقة التشغيلية الكاملة، وذلك نتيجة للتخريب والدمار الذي لحق بها في عهد النظام البائد. وأكد أن المؤسسة تعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية على الرغم من التحديات.
وأضاف خضرو أن تشغيل قطارات الركاب متوقف حاليًا على جميع الخطوط، نظرًا لبطء القاطرات وقلة عددها. فعلى سبيل المثال، تستغرق الرحلة على خط حلب-دمشق أكثر من عشر ساعات، مقارنة بسرعة النقل البري.
وفي مجال الأمن والسلامة، أشار خضرو إلى وجود تعاون فعّال مع وزارتي الداخلية والدفاع المدني من خلال تعزيز الرقابة على الخطوط، واعتماد فحوصات دورية دقيقة، بالإضافة إلى تطبيق برامج توعوية للسائقين والمجتمعات المحلية حول السلامة المرورية بالقرب من مسار السكك الحديدية، وتحسين أنظمة التحكم في سرعة القطارات عند التقاطعات الحساسة.
وفيما يتعلق بالروابط التجارية الإقليمية، أكد خضرو على أهمية إعادة ربط الخطوط مع تركيا عبر محوري حلب “ميدان أكبس وحلب” الراعي. وأضاف أن هناك دراسات مكثفة جارية للعمل على إطلاق مشاريع تأهيل مشتركة على الرغم من التحديات الفنية الكبيرة، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستعيد لاقتصاد حلب دوره التاريخي الذي وصل سابقًا إلى تصدير مليون طن سنويًا.
واختتم خضرو حديثه بالتأكيد على أن استثمار الكوادر البشرية يظل ركيزة أساسية للتعافي، مشيدًا بدور المعهد العالي للسكك الحديدية في إعداد الكفاءات المتخصصة، ودعا إلى دعم المؤسسة بمزيد من الخبرات وتوفير التمويل لتسريع عمليات التأهيل.