الجمعة, 9 مايو 2025 02:32 AM

السوداني يدعو سوريا لطي صفحة الماضي ويؤكد أهمية حضور الشرع قمة بغداد

السوداني يدعو سوريا لطي صفحة الماضي ويؤكد أهمية حضور الشرع قمة بغداد

توقع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، من الإدارة السورية الجديدة تجاهل أخطاء الماضي، كما تجاهلها العراق، مشيرًا إلى وجود تشابه بين ما حدث في سوريا وما حدث في العراق بعد 2003، وأن "هناك تنوعًا في سوريا كما هو الحال في العراق".

وخلال تصريحات أدلى بها خلال مشاركته ببرنامج عن العلاقات التركية- العراقية نظمته وكالة "الأناضول"، الخميس 8 من أيار، قال السوداني، إن بلاده تولي أهمية كبيرة لأمن واستقرار سوريا، وتريد أن تنتهي المشاكل التي يعاني منها الشعب السوري في أسرع وقت ممكن.

وأشار السوداني، إلى أن الشعب السوري يعيش حياة صعبة منذ سنوات طويلة، مؤكدًا أن الحكومة العراقية تحترم خيارات السوريين ولا تتدخل فيها. وأضاف، "نتوقع من الإدارة الجديدة (في سوريا) أن تتجاهل أخطاء الماضي وتتسامح معها، كما تجاهلناها".

وكان الشرع جزءًا من تحالف فصائل قاتلت القوات الأمريكية في العراق، واعتقل فيها عام 2005، قبل الإفراج عنه وتوجهه إلى سوريا. وخلال سنوات الثورة في سوريا، كانت فصائل عراقية تقاتل إلى جانب النظام السوري، ضد فصائل المعارضة ومن بينها "هيئة تحرير الشام" التي كانت تحت قيادة الشرع، وقادت المعارك لإسقاط بشار الأسد.

وشدد رئيس الوزراء العراقي على ضرورة احترام الحكومة السورية الجديدة لحقوق وحريات وقيم الجميع في البلاد، وأن تقوم سوريا على مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان، متابعًا، "لدينا موقف واضح للغاية. نعرب عن مخاوفنا وتحفظاتنا بشأن بعض القضايا".

بشأن التدخلات الإسرائيلية في سوريا، أكد السوداني ضرورة اتخاذ موقف بشأن ذلك، معتبرًا أن "هذه التدخلات تشكل خطرًا على مستقبل سوريا وسلامة أراضيها". وأكد رئيس الوزراء العراقي دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية ورفض التدخل الأجنبي أيًا كان، قائلًا: "نريد أن يُترك الشعب السوري وشأنه، وأن تبدأ عملية سياسية جديدة وشاملة. نريد أن تنعم سوريا بالأمن والاستقرار".

وجود الشرع مهم

ومن المفترض، أن يحضر الرئيس السوري، أحمد الشرع، القمة العربية المزمع عقدها في بغداد في 17 من أيار الحالي، وهو ما أعلنه السوداني بنفسه. وقال السوداني في 2 من أيار، إن وجود الرئيس السوري في القمة العربية ببغداد مهم "لتقديم رؤية سوريا الجديدة".

واعتبر رئيس الوزراء العراقي أن وجود الشرع في بغداد سيكون مهمًا "بغض النظر عن العملية السياسية وطريقة التغيير". وأضاف، أن العراق لن يكون بلدًا مستضيفًا للقمة العربية فقط، وإنما سوف يكون بلدًا مبادرًا، يقدم الحلول لمختلف الأزمات والتحديات التي تواجه المنطقة، بحسب وكالة الأنباء العراقية (واع).

ولفت إلى أن "أغلب الدول العربية" حريصة على أن تتجاوز سوريا محنتها التي استمرت طيلة عقود، ولن ندخر وسعًا في "دعم سوريا واحترام خياراتها". وقال السوداني، إن بلاده تمتلك علاقات "متميزة" مع إيران والولايات المتحدة، لافتًا إلى أن الحوار بينهما خطوة مهمة، معتبرًا أن نجاح التفاوضات بينهما لن ينعكس على دول المنطقة فقط، وإنما على العراق الذي واجه تحديات بحكم العلاقة المتوترة بين البلدين (في إشارة للمفاوضات غير المباشرة القائمة بين واشنطن وطهران).

أول لقاء

وفي منتصف نيسان الماضي، قال السوداني، إنه وجه دعوة للرئيس السوري، أحمد الشرع، لحضور القمة العربية في بغداد. ونقلت "واع" عن السوداني حينها، قوله: "وُجهت له دعوة رسمية (الشرع) وهو مرحب به للحضور والمشاركة في القمة العربية".

ولاقى دعوة الرئيس السوري لحضور القمة في بغداد انتقادات في الداخل العراقي، إذ أطلق برلمانيون عراقيون حملة تهدف لمنع الشرع من زيارة العراق. وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، في 20 من نيسان الماضي، أن نواب في البرلمان العراقي دعوا لاستحصال قرار برلماني يمنع حضور الشرع إلى القمة العربية المزمعة في بغداد في 17 من أيار المقبل. أيضًا في 18 من نيسان نفسه، كشفت "رئاسة الجمهورية العربية السورية" عن لقاء جمع الشرع بالسوداني، خلال زيارة الشرع إلى قطر. وجرى اللقاء بوساطة ورعاية وحضور أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، وانعقد في الدوحة.

مشاركة المقال: