السبت, 18 أكتوبر 2025 03:23 PM

السويداء: المحافظ يتهم الفصائل المسلحة بعرقلة عودة المهجرين وخطة لإعادة ترميم المنازل المتضررة

السويداء: المحافظ يتهم الفصائل المسلحة بعرقلة عودة المهجرين وخطة لإعادة ترميم المنازل المتضررة

أعلن محافظ السويداء، مصطفى البكور، يوم الجمعة الموافق 17 تشرين الأول، عن بدء تنفيذ خطة ترميم المنازل التي تضررت نتيجة للأعمال التخريبية في الريف الغربي من المحافظة. وذكر البكور في تصريح لقناة "الإخبارية" الرسمية أن تنفيذ خطة الترميم يسير ببطء بسبب نقص الورشات والعمالة، بالإضافة إلى عدم تواصل بعض الأهالي مع المحافظة لتجهيز منازلهم.

واتهم البكور الفصائل المسلحة الموجودة في السويداء بعرقلة عودة الأهالي إلى منازلهم، مشيرًا إلى أن ذلك يعود للمصالح المادية التي تجنيها هذه الفصائل، والتي ستتوقف في حال عودة السكان. وأكد استعداد المحافظة لاستقبال الأهالي عند عودتهم.

يذكر أن حوالي 30 قرية في الريف الغربي من السويداء تعرضت لأعمال تخريبية، شملت سرقة وحرق المنازل والمحال التجارية، مما أدى إلى نزوح السكان إلى القرى الجنوبية من المحافظة أو إلى محافظتي درعا ودمشق المجاورتين. وقد انتشرت مقاطع مصورة تظهر عمليات تخريب لمنازل المدنيين غربي السويداء، يُشتبه في أن مرتكبيها ينتمون للمؤسسة العسكرية أو جهاز الأمن الداخلي.

وأشار البكور إلى أن المحافظة تتواصل يوميًا مع المنظمات الإنسانية لتنسيق إدخال المساعدات إلى السويداء، لافتًا إلى أن ضعف التنسيق بين الدوائر الحكومية داخل المحافظة يعيق تنفيذ بعض المشاريع الإنسانية. وكانت قوافل المساعدات الإنسانية تدخل إلى المحافظة عبر معبري بصرى الشام وبصرى الحرير، وانضم إليها مؤخرًا طريق دمشق- السويداء. وقد دخلت قافلة تجارية إلى المحافظة عبر طريق دمشق-السويداء في 14 تشرين الأول الحالي، تضم 30 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والخضراوات، بالإضافة إلى مواد البناء والمحروقات.

حملة "السويداء منا وفينا"

اختتمت فعاليات حملة "السويداء منا وفينا" في 12 تشرين الأول، بعد أن بلغت قيمة التعهدات 14.6 مليون دولار، بتنظيم من محافظة السويداء. وأوضح مصطفى البكور أن الحملة ستشمل ترميم آبار المياه، و50 مدرسة، و35 مسجدًا، و50 دار عبادة للطائفة الدرزية، إضافة إلى 15 كنيسة، بهدف تعزيز الخدمات الأساسية لجميع مكونات المجتمع. كما ستتضمن الحملة تأهيل نحو 20 ألف منزل، و40 بلدية، ومراكز ثقافية، وشوارع، وشبكات الإنارة والكهرباء، بالإضافة إلى تجهيز محطة سمعية لتقوية الخدمات العامة.

وأشار المحافظ إلى أن تدهور الخدمات في المحافظة ليس نتيجة تقصير من الدولة، بل يعود إلى مواقف داخلية اتخذتها بعض الأطراف المحلية، مؤكدًا أن الحملة تسعى لتجاوز هذه العقبات وتحسين جودة الحياة للمواطنين في السويداء.

اشتباكات متقطعة

ساد هدوء حذر محافظة السويداء، يوم الخميس 16 تشرين الأول، عقب اشتباكات بين القوات الحكومية والفصائل المحلية التابعة للشيخ حكمت الهجري. وأفاد مراسل عنب بلدي أن الفصائل المحلية شنت هجومًا على القوات الحكومية من ناحية "المجابل" بالقرب من قرية "ولغا" و"ريمة حازم". وأشار إلى اشتباكات متبادلة بين الفصائل والأمن لفترة من مساء الخميس، ليسود الهدوء بعد ذلك. وبينما تسيطر الفصائل المحلية على مركز المحافظة وبعض أريافها، تسيطر القوات الحكومية على ريفها الغربي.

أحداث السويداء

بدأت أحداث السويداء في 12 تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة. تدخلت الحكومة السورية في 14 تموز لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية. في 16 تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل "فزعات عشائرية" نصرة لهم. وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.

مشاركة المقال: