في خطوة استراتيجية جديدة، أعلنت رئاسة الحكومة العراقية عن بدء تحركات عملية لإعادة تشغيل خط أنابيب النفط الذي يمر عبر الأراضي السورية وصولاً إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط. وبحسب الإعلان الرسمي، أرسل العراق وفداً حكومياً إلى دمشق لبحث سبل إعادة تأهيل الخط النفطي بما يتماشى مع خطط توسيع صادرات النفط العراقية مستقبلاً. وأوضحت صحيفة "الشرق" أن المحادثات مع الجانب السوري ركزت على دراسة الأوضاع الفنية وإمكانية إعادة تأهيل الأنبوب.
خط كركوك – بانياس: أهمية استراتيجية متجددة
يعود إنشاء خط كركوك – بانياس إلى خمسينيات القرن الماضي، بطول يبلغ نحو 880 كيلومتراً وقدرة تدفق تزيد عن 300 ألف برميل يومياً. ووفقاً لخبراء طاقة تحدثوا للشرق، فإن إعادة تشغيل هذا الخط تُعد "خطوة ذات أهمية استراتيجية"، حيث تعزز موقع العراق بين كبار منتجي النفط في العالم بإنتاج يتجاوز 3 ملايين برميل يومياً.
بديل استراتيجي عن الخط التركي
وبحسب التقرير، سيسمح هذا المسار الجديد للعراق بتقليل الاعتماد على خط جيهان التركي، الذي كثيراً ما يتأثر بالظروف السياسية مع حكومة إقليم كردستان، إضافة إلى التحديات التي تواجه صادرات النفط عبر موانئ البصرة بسبب التوترات في البحر الأحمر. وهكذا يصبح خط الأنابيب عبر سوريا خياراً أقل تكلفة وأسرع للوصول إلى الأسواق الأوروبية. يشار إلى أن العراق كان قد وقع قبل عدة أشهر اتفاقيات لتصدير النفط عبر إقليم كردستان إلى تركيا، ولكنها تفرض عليه تكاليف مرتفعة مقارنة بالخيار السوري.