السبت, 4 أكتوبر 2025 02:30 AM

اللاذقية تستعد لانتخابات مجلس الشعب وسط آمال بمشاركة شعبية حقيقية

اللاذقية تستعد لانتخابات مجلس الشعب وسط آمال بمشاركة شعبية حقيقية

تستعد محافظة اللاذقية، على غرار باقي المحافظات السورية، لانتخابات مجلس الشعب، حيث يأمل المواطنون أن تنهي هذه الانتخابات حقبة طويلة من النتائج المحسومة مسبقًا. ويتطلع الجميع إلى أن يمثل المرشحون مختلف الفئات العمرية والتعليمية والثقافية والاجتماعية، ليصبح المجلس التشريعي صوتًا معبرًا عنهم، وليس مجرد هيئة شكلية.

في هذه المرحلة المفصلية والحساسة من تاريخ سوريا، تبرز الحاجة الماسة لتجاوز الخلافات وإيجاد مساحة للتسامح، بما يضمن إعادة توجيه البلاد نحو مستقبل مزدهر قائم على الأمل والأمن والاستقرار. هذا ما أكدته الإعلامية اعتدال علي للحرية، مشيرة إلى أن المتغيرات السياسية والاجتماعية تفرض على مجلس الشعب القادم الاضطلاع بمسؤولياته في استعادة الثقة بين مختلف الأطياف، ومعالجة السلبيات الموروثة، وإيجاد حلول عادلة للفئات التي فقدت مصادر دخلها، بالإضافة إلى سن قوانين حديثة تتناسب مع متطلبات النهضة والتنمية.

يواكب هذا المناخ العام حراكًا شعبيًا متزايدًا في محافظة اللاذقية مع اقتراب موعد الانتخابات، حيث يعتبر المواطنون هذه الاستحقاقات فرصة حقيقية لتعزيز التمثيل الشعبي والمساهمة في صياغة مستقبل البلاد السياسي.

المعلمة سميرة خليل شددت خلال حديثها للطلاب على أن العملية الانتخابية ليست مجرد ورقة اقتراع، بل هي عملية وعي ومسؤولية، مؤكدة أن التصويت فرصة لفهم آليات صنع القرار والتأثير في المسار الذي يخدم المجتمع. وأضافت: "نحن نشجع طلابنا على طرح الأسئلة ومناقشة الأفكار بحرية ومسؤولية".

أما الباحث الاجتماعي فادي كرمو فأكد أن المجتمع المدني في اللاذقية يضطلع بدور محوري في رفع مستوى وعي المواطنين بحقوقهم السياسية، موضحًا أن الورشات الحوارية والجلسات التثقيفية تتيح للمواطنين فرصة مناقشة برامج المرشحين بشكل موضوعي، وتسهم في الحدّ من تأثير الشائعات أو المعلومات المغلوطة.

وعلى أرض الواقع، عبّر مواطنون عن مزيج من التفاؤل والانتظار. الطالب الجامعي خالد أشار إلى حماسة الشباب للمشاركة قائلاً: "نأمل أن نرى وجوهاً شبابية تمثلنا داخل المجلس وتعكس طموحاتنا". فيما رأى أبو هشام، وهو متقاعد في الستينيات، أن ضعف التوعية ما زال عقبة أمام بعض الفئات، لكنه شدد على أن المشاركة الانتخابية تبقى واجباً وطنياً لا غنى عنه.

ورغم هذه الأجواء الإيجابية، تبقى التحديات قائمة، أبرزها ضعف التوعية في بعض الأحياء، وتفاوت مستوى المعلومات بين الشباب وكبار السن، إضافة إلى الحاجة لوصول برامج المرشحين بشكل أكثر وضوحاً إلى المواطنين. إلّا أن التعددية في المبادرات الشعبية تمثل مؤشراً على انفتاح تدريجي نحو مشاركة سياسية أوسع وأكثر فاعلية.

مشاركة المقال: