الجمعة, 9 مايو 2025 02:34 AM

الهلال الأحمر السوري يطمح لمرحلة جديدة تركز على التعافي ومكافحة الفساد

الهلال الأحمر السوري يطمح لمرحلة جديدة تركز على التعافي ومكافحة الفساد

يحتفي الهلال الأحمر العربي السوري اليوم، الخميس 8 من أيار، بمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تحت شعار "في صف الإنسانية".

قال المنسق الميداني بوحدة التواصل والإعلام، محمد سعيد، لعنب بلدي، إنه بمناسبة اليوم العالمي، عقد اجتماع بين رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري حازم بقلة، مع مدراء وحدات المركز الرئيسي للمنظمة، ومجالس الإدارات بفروع المحافظات في سوريا.

نوقشت في الاجتماع المحاور التي ستقود المرحلة المقبلة، وأهم عناوينها متعلقة بإعادة البناء والتعافي، والعمل على مشاريع تساعد الأهالي الذين تضرروا في السنوات الماضية.

أكد سعيد، أن شعار اليوم العالمي للصليب والهلال الأحمر "في صف الإنسانية"، يكرس الدور الرئيسي للمتطوعين في الهلال الأحمر السوري، الذين تعرضوا للاستهداف أثناء قيامهم بعملهم الإنساني خلال الأحداث الأخيرة التي مرت بها سوريا.

يعتبر ملف "شهداء المنظمة" من الأولويات التي تركز عليها المنظمة للوقوف مع أهالي الضحايا وذويهم، وكان آخرهم المتطوع مهند جاكيش الذي جرى استهدافه في أثناء تأدية واجبه الإنساني العام الماضي (على الحدود السورية- اللبنانية)، بحسب محمد سعيد.

أوضح سعيد، أن المنظمة تتابع ملفات الفساد التي مورُست على عهد النظام السابق، لتركز على الشفافية والرقابة وتظهر صورة المنظمة الحقيقية القريبة من المجتمع السوري.

شدد سعيد أن العمل الذي تقوم به المنظمة منطلقًا من هدفها الأساسي: "الإنسانية"، إضافة أن العاملين الميدانين والمتطوعين محميين بموجب القانون الدولي الإنساني، وهذا ما أكدت عليه الحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر، بشعارها "الإنسانية أولًا وحماية الكوادر ثانيًا".

قال مدير وحدة الإعلام والتواصل في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، عمر مالكي، لعنب بلدي، إن المنظمة ركزت في اليوم العالمي على التعريف بالحركة الدولية لجمعيات الصليب والهلال الأحمر. إضافة إلى التطرق لأهداف عمل المنظمة، وأهمها الإنسانية وعدم التحيز والاستقلال والحياد والوحدة والعالمية.

أكد مالكي أن المنظمة تولي الاهتمام الأكبر للمتطوعين المصابين والمفقودين في أثناء تأدية واجبهم.

أصدرت رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، كيت فوربس، ورئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولجاريك، بيانًا مشتركًا نعوا فيه زملاءهم الذين قتلوا أثناء محاولتهم إنقاذ الأرواح.

تضمن البيان رسالة للمجتمع الدولي مفادها، "كل هجوم على عامل إنساني هو هجوم على المجتمع الذي يخدمونه، وخيانة للقوانين المصممة لحماية المدنيين وتخفيف المعاناة في النزاعات".

فقدت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وحدها 38 موظفًا ومتطوعًا في عام 2024. واعتبر البيان أن عام 2025 سيكون "الأسوأ إذا استمر هذا النمط المروع"، نتيجة فقدانهم عشرة زملاء يعملون في المجال الإنساني التابع للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، حتى الآن.

حمل البيان الدول وأطراف النزاعات مسؤولية مباشرة لعكس هذا الاتجاه المقلق والخطير من خلال حماية العاملين في المجال الإنساني، واحترام القانون الإنساني الدولي، والدفاع عن الإنسانية المشتركة.

أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا استمرار التزامها بتقديم ‏الدعم الإنساني لمحتاجيه، وأن الشراكة مع الهلال الأحمر العربي السوري ‏تظل ‏ركيزة أساسية في الاستجابة للاحتياجات المتزايدة منذ 14 عامًا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وأشادت اللجنة في إحاطة إعلامية بمناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر ‏والهلال ‏الأحمر، بدور الملايين من المتطوعين والعاملين في الحركة ‏الدولية للصليب ‏الأحمر والهلال الأحمر حول العالم، الذين يكرسون ‏جهودهم يوميًا لمساعدة ‏المتضررين من الأزمات، وتخفيف معاناتهم.‏

وشددت اللجنة على أنها وبالتعاون مع شركائها في سوريا يواصلون ‏العمل لتلبية ‏الاحتياجات العاجلة، ودعم خدمات أساسية وبنية تحتية ‏حيوية، في إطار جهود ‏التعافي المبكر واستعادة سبل العيش، مؤكدة أن ‏عملها الإنساني المحايد وغير المتحيز يمثل ‏شريان حياة للمتضررين.‏

واختتمت اللجنة بتوجيه التحية لأرواح العاملين الإنسانيين الذين ‏قتلوا في ‏أثناء أداء واجبهم، مذكرة بأن أي اعتداء على العاملين في المجال ‏الإنساني ‏هو انتهاك للقانون الإنساني الدولي، واعتداء على المجتمعات ‏التي يخدمونها، ‏وأن حمايتهم أولوية لا تحتمل التأجيل.‏

وكانت حكومة تسيير الأعمال في سوريا أصدرت قرارًا، في 19 من كانون الأول 2024، يقضي بتعيين محمد حازم بقلة مديرًا لمنظمة "الهلال الأحمر السوري"، بديلًا عن خالد حبوباتي والذي كان يحتفظ بمنصبه منذ عام 2016.

ومنذ استلام حبوباتي رئاسة "الهلال الأحمر" في 2016، ارتبطت المنظمة بالنظام بشكل مباشر، في حين كانت قد فقدت أي مؤشر على استقلالها بعد 2011، عندما جمّدت حكومة النظام انتخابات "الهلال الأحمر" إلى أجل غير مسمى، وتخلّصت من أعضاء الإدارة المستقلين، وفصلت طاقم العمل المؤهل، وفق تقرير نشرته مجلة "Foreign Affairs" الأمريكية في أيلول 2018.

وأسهمت المنظمة خلال رئاسته، وفقًا للتقرير، في دعم النظام بطريقة غير مباشرة، بنحو 30 مليار دولار، دفع منها رواتب قواته ومستلزمات أجهزة المخابرات، وذلك بتسخير "الهلال الأحمر" كبوابة حصرية للحصول على أموال المساعدات، إذ اشترطت وزارة الخارجية على جميع وكالات الإغاثة توقيع اتفاق مع "الهلال الأحمر" باعتباره الشريك الحكومي الرسمي.

مشاركة المقال: