الإثنين, 29 سبتمبر 2025 02:03 PM

الهوية في عصر المعلومات: تحديات المثقف العربي وسبل النهضة

الهوية في عصر المعلومات: تحديات المثقف العربي وسبل النهضة

ممّا لا شك فيه أن ثورة المعلومات والانفجار المعرفي والتكنولوجي الهائل قد صنعت الحضارة الحديثة، ووضعت المستقبل في يد الثقافات المعاصرة المالكة لهذه العلوم. هذا الأمر جعل المثقف العربي، منذ مطلع هذا القرن، يجد نفسه مضطراً لمواجهة كل ذلك والتعامل معه.

أدرك المثقف أن الأخطار التي تواجه الهوية العربية، وسط هذا العالم الحداثي بثوراته المتعددة، ستزداد بسبب تفشي الأمية الثقافية، وتخلف برامج التعليم، ونقص الحريات، وانعدام المشاركة الشعبية في الحلول والتوجهات السياسية، وهجوم قيم الريف والبادية على المدينة، وغياب العقلية والفكر العلمي العلماني.

نتيجة لذلك، ينكفئ التوجه الثقافي نحو الانغلاق على الذات، بدعوى الخوف على هذه الهوية، وهذا الانكفاء ولّد تشوهات في الوجدان العربي، جعلت قطاعات كبيرة من المجتمع تلوذ بأزياء وأفكار وسلوكيات تخطاها الزمن بقرون، إضافة إلى غياب العقلية العلمية في التعامل مع شؤون الحياة، مما سهّل مهمة المضللين والتكفيريين والمخربين على امتداد الأرض العربية.

إن الحلول التي تبنتها دول ومجتمعات أخرى بدأت من التعليم. فتغيير منظومة التعليم يعتبر الأساس لكل نهضة مجتمعية علمية اقتصادية فكرية بما يساير الاتجاهات العالمية.

إن التحدث عن الهوية دائماً كان يقصد به عند البعض، وخاصة الفئات السلفية، التقوقع داخل الشرنقة التي نسجناها لأنفسنا والتمسك بالنقل لا بالعقل وإغلاق المنافذ على العالم والثقافات متذرعين بعبارة الغزو الثقافي المقيتة والمضللة.

لذلك، على من يحرص على التمسك بالهوية ويدعو للتشبث بها، أن يحرص بالمقابل على أن تتم هذه العملية (أعني الحرص على الهوية) ومقاربتها بشكل لا يتناقض ولا يعيق التقدم الفكري والتواصل الثقافي مع العصر والأمم المتقدمة، كما ذكر يوماً غاندي العظيم الذي دعا إلى تشريع نوافذه لكل الثقافات ورياحها شرط منعها من اقتلاع بيته.

(موقع اخبار سوريا الوطن-1)

سمير حماد

مشاركة المقال: