الإثنين, 28 أبريل 2025 08:19 PM

انفجار ضخم يهز ميناء رجائي الإيراني: هل هو تخريب أم حادث؟ وتداعياته على الاقتصاد والمفاوضات النووية

انفجار ضخم يهز ميناء رجائي الإيراني: هل هو تخريب أم حادث؟ وتداعياته على الاقتصاد والمفاوضات النووية

محمد خواجوئي - طهران | فتح حادث انفجار ميناء "الشهيد رجائي" الباب أمام فرضيات عديدة، أبرزها التخريب، نظراً للتوقيت والموقع وأهمية الميناء كهدف سابق. ففي وقت الظهيرة، بالتزامن مع المحادثات الإيرانية الأميركية في مسقط، هز انفجار ضخم ميناء "الشهيد رجائي"، أكبر الموانئ التجارية الإيرانية، مذكراً بانفجار مرفأ بيروت عام 2020.

يقع "رجائي" على بعد 23 كيلومتراً من بندر عباس، مركز محافظة هرمزكان جنوب إيران، ويعتبر أضخم ميناء تجاري وأكثرها تجهيزاً، وبنية تحتية تجارية حيوية. تشير الإحصاءات إلى أن نحو 70% من الصادرات والواردات الإيرانية تمر عبر هذا الميناء، ما يجعل تداعيات الانفجار وخيمة على التجارة الإيرانية.

فيما يتعلق بسبب الانفجار، أعلن المجلس الإعلامي للحكومة الإيرانية أن الحادث وقع في "أحد المستودعات القابلة للاشتعال"، بينما رجحت جمارك بندر عباس أن يكون الانفجار ناتجاً عن تخزين سلع خطيرة ومواد كيميائية في الميناء. تُظهر الصور حريقاً بسيطاً تطور إلى انفجار هائل دمر أجزاء واسعة من الميناء. وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية حالة الطوارئ بسبب تلوث الهواء في بندر عباس، محذرة من انتشار ملوثات مثل الأمونيا وثنائي أوكسيد الكبريت والنيتروجين، ما أدى إلى تعطيل العمل.

أعلنت الناطقة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، الحداد العام في جميع أنحاء البلاد على خلفية الانفجار الذي أسفر عن مقتل 40 شخصاً وإصابة أكثر من ألف. وتفقد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، المنطقة، مؤكداً على ضرورة إجراء تحقيق شامل لتوضيح الأسباب ومنع تكرار الحوادث.

في ظل تعازي دول العالم، برزت تكهنات حول ضلوع إسرائيل في الحادث، خاصة مع تذمر تل أبيب من المفاوضات الإيرانية الأميركية. وعلى الرغم من نفي مسؤول إسرائيلي أي علاقة لإسرائيل بالانفجار، وعدم إعلان السلطات الإيرانية الرسمية عن عمل مدبر، إلا أن التكهنات استمرت.

بالنظر إلى أن ميناء "رجائي" كان هدفاً لهجوم سيبراني إسرائيلي عام 2020، تدور التخمينات حول شحنات قيل إنها جاءت من الصين وتحتوي على مواد كيميائية لإنتاج وقود الصواريخ الباليستية. لكن وزارة الدفاع الإيرانية نفت وجود أي شحنات عسكرية في موقع الانفجار.

أشارت صحيفة "هم ميهن" الإيرانية إلى وجود شكوك قوية في تورط إسرائيل، داعية إلى إعادة النظر في الإجراءات الأمنية. وعنونت صحيفة "كيهان" الأصولية: "انفجار مهيب في ميناء رجائي... حادث أم عمل تخريبي؟"، بينما لفتت صحف أخرى إلى تزامن الحدث مع المفاوضات الإيرانية الأميركية في مسقط.

اعتبرت صحيفة "اقتصاد بويا" أن غموض محتويات المخازن في الميناء يعزز فرضية التخريب المتعمد. ووجه البعض أصابع الاتهام نحو أميركا، معتبرين أنها تسعى لـ"جعل موقف الجمهورية الإسلامية في المحادثات أكثر ضعفاً"، وفرض مطالبها عليها، وهو ما يتطابق مع إستراتيجية "دبلوماسية الإكراه".

مشاركة المقال: