الثلاثاء, 6 مايو 2025 05:00 PM

بأقل التكاليف.. سوريات يواجهن البطالة بمشاريع منزلية ناجحة في ريف دمشق

بأقل التكاليف.. سوريات يواجهن البطالة بمشاريع منزلية ناجحة في ريف دمشق

في ظلّ الأزمات الاقتصادية المتلاحقة وارتفاع معدلات البطالة، تتجه سيدات كثيرات في سوريا إلى إطلاق مشاريع منزلية بسيطة التكلفة لمواجهة تحديات الغلاء المعيشي وتأمين مصدر دخل مستقل، ومن بين هؤلاء تبرز قصص نجاح لسيدات حوّلن مهاراتهن اليومية إلى مشاريع مدرّة للدخل، كالطبخ المنزلي، وصناعة الحلويات، والأعمال اليدوية، وغيرها من المهن التي تُمارس من داخل المنزل.

تشمل المبادرات المنزلية التي تقودها السيدات مجالات متنوّعة، منها تحضير الوجبات المنزلية والطبخ الجاهز، إذ تلبّي ربات البيوت طلبات الأسر التي تبحث عن وجبات طازجة بأسعار معقولة.

سمر عبد الكريم (27 عامًا) من ريف دمشق، واحدة منهن، بدأت مشروعها المنزلي بعمر الـ18 خلال إقامتها في تركيا. تقول سمر: “اشتغلتُ في مجال تحضير الطبخ، كانت بدايتي بالتعامل مع زبائن من المنازل، ثم مع مطابخ ومطاعم تقدّم وجبات جاهزة، وبعد عودتي إلى سوريا، قررتُ تطوير عملي عبر الفيسبوك، ونجحتُ في توسيعه رغم التحديات”.

واجهت سمر تحديات كبيرة عند عودتها إلى ريف دمشق منذ أشهر، خاصة في كسب ثقة الزبائن الجدد، فاضطرت إلى تخفيض أسعار منتجاتها مؤقتًا، مع الحفاظ على الجودة. وتوضح: “العمل في البداية كان صعبًا، لكن الاستمرارية والإخلاص في العمل جعَلاني أحقق طموحي في مساعدة أسرتي وتأمين مصدر دخل ثابت”.

في زاوية متواضعة من منزلها بمدينة التل بريف دمشق، تُنهمك هبة أم ياسمين (34 عامًا) في تحضير صواني الحلويات يوميًا لتلبية طلبات زبائنها من مختلف أصناف الحلويات. تقول هبة، وهي أم لثلاثة أبناء: “الحياة صعبة، لكني قررتُ ألا أكون عبئًا على أحد، بدأتُ بصنع الحلويات لأنها هوايتي منذ الصغر، واليوم صارت مهنتي التي أعيل بها أسرتي”.

تخصّصت هبة في صناعة أنواع تقليدية لامست ذوق المجتمع المحلي، مثل المعمول المحشوّ بالتمر والجوز، والبيتفور المزيّن بالمكسرات، والبرازق المقرمشة، التي تقدّمها بأسعارٍ أقلّ من السوق بنسبة 20%، مع حفاظها على الجودة كـ"بصمة شخصية" تميّزها. تقول في حديثها إلى منصة ““: “لا أتنازل عن دقة الوصفات أو جودة المكونات، حتى لو قلّ الربح، ثقة الناس هي رأسمالي الحقيقي”.

لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، حسب وصفها، فتكاليف المواد الخام ارتفعت بشكل جنوني، لكنّ إصرار هبة على إنتاج كميات صغيرة يوميًا بأسعارٍ مخفّضة، واستخدامها منصات التواصل الاجتماعي لعرض منتجاتها، جعَل مشروعها يحقّق انتشارًا سريعًا بين الأهالي. تقول: “أشعر بالفخر عندما أسمع أحدًا يقول: حلويات أم ياسمين مختلفة. هذا يعطيني طاقة للاستمرار رغم كل التحديات”.

في خضمّ واقع اقتصادي معتم، تبقى قصص مثل قصة سمر عبد الكريم وهبة نماذج ناجحة، فهؤلاء السيدات صَنعن مشاريعهن بأيديهن وبمهارات بسيطة. تُثبت قصص مثل قصة سمر عبد الكريم أن الإصرار والمهارة يمكن أن يحوّلا التحديات إلى فرص، حتى في أصعب الظروف، وفي وقت تزداد فيه الحاجة إلى حلول مبتكرة لمواجهة البطالة، تظلّ المشاريع المنزلية خيارًا واقعيًا للكثيرات لتأمين دخل مادي بسيط.

مشاركة المقال: