السبت, 10 مايو 2025 06:17 AM

بأيديهم يعيدون الحياة: مبادرة أهلية لتشجير مدينة عندان المدمرة شمال حلب

بأيديهم يعيدون الحياة: مبادرة أهلية لتشجير مدينة عندان المدمرة شمال حلب

أطلق عدد من أبناء مدينة عندان في ريف حلب الشمالي مبادرة تطوعية لتشجير الطريق الرئيسي في المدينة، الممتد من مدخلها إلى وسطها، ضمن حملة رمزية تهدف إلى تجميل المظهر العام وإحياء روح المبادرة بين السكان، تمهيدًا لعودة تدريجية إلى المدينة التي دمرتها الحرب.

وشهدت الحملة زراعة 150 شجرة على جانبي الطريق، بجهود أهلية بحتة، شارك فيها شباب وكبار سن وحتى الأطفال، في مشهد أعاد شيئًا من الحياة إلى طرقات المدينة التي لطالما كانت صامتة وخالية. تأتي هذه المبادرة في وقتٍ يسعى فيه الأهالي إلى تهيئة الأوضاع المناسبة لعودة السكان المهجّرين منذ سنوات، بعد أن تحولت المدينة إلى ما يشبه المدينة المهجورة بفعل القصف المكثّف من قبل طائرات روسيا وقوات النظام السوري السابق، وما أعقبه من عمليات نهب وسرقة واسعة طالت المنازل والممتلكات من قبل الميليشيات.

ووفق مجلس مدينة عندان، فإن جميع منازل المدينة تعرّضت للدمار بدرجات متفاوتة، في حين أن أكثر من 75% منها مدمّر بالكامل، ما جعل العودة صعبة دون توفر حد أدنى من البنية التحتية والخدمات الأساسية. وفي تصريح خاص لـ”سوريا 24”، قال الشاب أحمد، أحد المشاركين في الحملة: إن “هذه الأشجار ليست مجرد زينة للطريق، بل هي رسالة نوجّهها لأهلنا بأن المدينة ما زالت على قيد الحياة، لا نملك إمكانيات كبيرة، لكن لدينا الإرادة، ونأمل أن تكون هذه المبادرة بداية لسلسلة أعمال تطوعية تساعد في إعادة إعمار ما تبقى”.

يأمل القائمون على الحملة أن تمهّد هذه الخطوة الصغيرة لمبادرات مجتمعية أوسع تشمل النظافة العامة، إعادة تأهيل المرافق المتضررة، وترميم المدارس والمنازل القابلة للإصلاح، في ظل غياب شبه تام لأي دعم من الجهات الرسمية أو المنظمات الكبرى. ورغم الواقع القاسي، تُعدّ هذه المبادرة واحدة من محاولات الأهالي لاستعادة مدينتهم بأيديهم، وسط قناعة متزايدة بأن دفع عجلة الإعمار لا يمكن أن ينتظر الظروف المثالية، بل يبدأ من مبادرات بسيطة تحمل بداخلها بذور الأمل.

مشاركة المقال: