الجمعة, 15 أغسطس 2025 01:57 PM

باسوطة تستغيث: أزمة زراعية تهدد ريف عفرين ومطالبات بتدخل عاجل لإنقاذ الموسم

باسوطة تستغيث: أزمة زراعية تهدد ريف عفرين ومطالبات بتدخل عاجل لإنقاذ الموسم

يواجه القطاع الزراعي في بلدة باسوطة بريف عفرين أزمة حادة تنذر بعواقب وخيمة على استمراريته. يعاني المزارعون من نقص حاد في مياه الري وارتفاع غير مسبوق في تكاليف الإنتاج، مما أثر سلبًا على إنتاجهم ودخولهم، وأثار مخاوف جدية بشأن مستقبل الزراعة في المنطقة ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.

المزارع جمعة حسن من باسوطة، صرح لـ"سوريا 24" بأن الوضع الزراعي في البلدة "تعبان كتير"، مشيرًا إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه الفلاحين، وعلى رأسها ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة، بالإضافة إلى نقص المياه، وهو ما انعكس بشكل مباشر على المحاصيل والأسواق.

وأضاف أن "صعوبة تسويق الإنتاج وغياب الدعم الحكومي يزيدان الأمور تعقيدًا"، مؤكدًا أن "حل مشكلة المياه هو المفتاح لتحسين الوضع، لأن تأثيره يمتد إلى كل جوانب العملية الزراعية".

من جهته، وصف خليل عيشو، وهو مزارع آخر من باسوطة، وضع الزراعة الحالي بـ"المأساوي" بسبب شح مياه الري. وأوضح أن أبرز التحديات تكمن في ارتفاع تكاليف الإنتاج، بما في ذلك أسعار السماد والوقود، وتقلبات أسعار السوق والدولار، إضافة إلى الضغط المائي الناتج عن إغلاق السد وتراجع الأمطار.

وأكد أن ارتفاع أسعار الوقود أثر بشكل مباشر على عمليات النقل وتشغيل المعدات الزراعية، مما زاد الأعباء المالية على المزارعين، بالإضافة إلى صعوبات في تصريف المحاصيل وغياب قنوات تسويقية فعالة، الأمر الذي يهدد بخسائر إضافية.

وأشار عيشو إلى أن بعض المنظمات قدمت دعمًا محدودًا لتغطية جزء من التكاليف، لكنه يعتمد بشكل أساسي على بئر لم تعد مياهه كافية لري أرضه بانتظام. وأوضح أن تراجع الإنتاج انعكس على الدخل والمعيشة، نظرًا لاعتماد السكان شبه الكلي على الزراعة كمصدر رزق. وأضاف أن تحسين التسويق من خلال التعاونيات والتصدير، واعتماد تقنيات زراعية حديثة، وتوفير المياه، والسيطرة على سرقة المحاصيل، يمكن أن يغير المشهد الزراعي في باسوطة نحو الأفضل، لكنه حذر من أنه في حال غياب الدعم، فإن الأراضي ستتحول إلى مراعي وأراضٍ بور قاحلة.

بدوره، قال مختار باسوطة، رسول خليل، لـ"سوريا 24" إن البلدة تعاني من انخفاض منسوب المياه الجوفية وجفاف نهر عفرين، إضافة إلى قطع مياه سد ميدانكي، مما تسبب بخسائر مالية كبيرة للمزارعين الذين اضطروا إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة.

ولفت إلى أن الفلاحين يواجهون تحديات أخرى، منها تكاليف الحراثة والسقاية والأسمدة، وضعف التسويق، واستغلال التجار، مشددًا على غياب أي دعم حكومي حقيقي، باستثناء بعض المساعدات التي تقدمها منظمات محلية. وطالب خليل بتأمين معمل لصناعة السلل، وحفر آبار، وتوفير مستلزمات الزراعة، داعيًا أهالي البلدة إلى العودة إلى باسوطة للمساهمة في إعادة إحيائها.

وكشف أن الأضرار الزراعية في البلدة تجاوزت 50%، مرجعًا السبب الرئيسي إلى شح المياه وانخفاض القدرة الشرائية، بالإضافة إلى الأضرار الناجمة عن توقف قناة الري المرتبطة بسد ميدانكي. كما أشار إلى أن قناة النبعة التي تروي بساتين البلدة تمتد نحو 2.5 كيلومتر بشكل ترابي، مما يتسبب بهدر كميات كبيرة من المياه، رغم وجود دراسات من بعض المنظمات لتبطينها بالبيتون دون تنفيذ فعلي حتى الآن.

وتُعد بلدة باسوطة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 6 آلاف نسمة، واحدة من القرى الزراعية المعروفة في منطقة عفرين، وتشتهر بزراعة الجانرك والتفاح والرمان والخضروات، لكن استمرار الظروف الحالية ينذر بانحدار الإنتاج وتحول مساحات واسعة من أراضيها إلى أراضٍ مهجورة، ما لم يتم توفير حلول مستدامة.

مشاركة المقال: