تشهد المدينة الأثرية في بصرى الشام انتعاشاً ملحوظاً في السياحة، حيث يتدفق الزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف كنوزها التاريخية العريقة والتعرف على حضاراتها القديمة.
أكد مدير سياحة درعا، ياسر السعدي، في تصريح لوكالة سانا، أن هذا الإقبال المتزايد يعكس عودة الاستقرار والأمان إلى المنطقة، ورفع القيود التي كانت تعيق النشاط السياحي. وأشار إلى أن بصرى تمثل القلب النابض للجنوب ووجهة سياحية عالمية بفضل قيمتها الحضارية والفكرية، مبدياً تفاؤله بموسم سياحي واعد مقارنة بالسنوات السابقة.
من جانبه، أوضح رئيس دائرة آثار بصرى، علاء الصلاح، أن المديرية العامة للآثار، بالتعاون مع المنظمات الدولية، قامت بأعمال ترميم مكثفة للمواقع الأثرية، بما في ذلك القلعة والمسرح، وذلك للحفاظ على هذا التراث العالمي الذي تضرر جراء القصف خلال فترة النظام السابق، والذي أدى إلى تدمير بعض المعالم مثل "سرير بنت الملك".
الدليل السياحي محمد وسيم البحرة شدد على أهمية تنظيم حركة الوفود السياحية، سواء الجماعية أو الفردية، من خلال وضع ضوابط عمل والتنسيق مع وزارة السياحة والمكاتب السياحية والأدلاء المرافقين، لتجنب أي فوضى في ظل الظروف الراهنة.
عيسى الطعمة، صاحب مطعم متخصص في الأكلات الشرقية، أكد حرصهم على توفير كافة احتياجات السياح، من كتيبات تعريفية وهدايا تذكارية تعكس تاريخ المنطقة، بالإضافة إلى تقديم مختلف أنواع الوجبات حسب الرغبة.
يذكر أن مدينة بصرى تضم أكثر من 45 موقعاً أثرياً مدرجاً على قائمة التراث العالمي، بما في ذلك المسرح والقلعة والمساجد والأديرة والقصور. ويجري حالياً إحياء الحرف اليدوية والتراثية، مثل حياكة البسط العربية والمأكولات الشرقية، بهدف تنشيط السياحة المحلية.