الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025 02:16 PM

بعد ثماني سنوات على التهجير: عفرين تتوق لعودة أهلها واستعادة ممتلكاتهم

بعد ثماني سنوات على التهجير: عفرين تتوق لعودة أهلها واستعادة ممتلكاتهم

نور الدين عمر ـ عفرين: رغم مرور ثماني سنوات على تهجير عشرات الآلاف من سكان عفرين، لا تزال قضية النازحين قسراً تشكل هاجساً لدى الأهالي الأصليين. فالعودة ليست مجرد حق إنساني، بل هي ضرورة لإحياء المنطقة وإعادة النشاط الاقتصادي والاجتماعي إلى سابق عهده.

في حين يصر الكثيرون على العودة، يتردد آخرون بسبب الانتهاكات التي تشهدها بعض القرى على يد الفصائل المسلحة. ويرى السكان الباقون في عفرين أن عودة جميع الأهالي هي السبيل الوحيد لإنعاش المنطقة واسترجاع الأراضي والممتلكات.

علي جكر (60 عاماً)، من أبناء المدينة، صرح لنورث برس بأن المنطقة شهدت "ارتياحاً نسبياً" بعد سقوط نظام البعث، لكنه أكد أن ذلك غير كافٍ، قائلاً: "إحياء عفرين مرهون بعودة أهلها. فالأرض تحتاج لمن يعتني بها كما كان يفعل أصحابها، وليس كما يفعل المستوطنون الذين أهملوها".

كما أشار جكر إلى العراقيل الإدارية التي تضعها مديرية عفرين التابعة للحكومة الانتقالية، وأبرزها تسجيل معظم الأملاك بأسماء الأجداد، مما يعيق استردادها من المستوطنين ويزيد من صعوبة العودة.

من جهته، تحدث الشاب محمد عبد الرحمن (30 عاماً) من قرية كفر دل عن تدهور الوضع الاقتصادي بعد نزوح الشباب والتجار، موضحاً لنورث برس: "قبل التهجير، كانت عفرين مركزاً تجارياً حيوياً في ريف حلب الشمالي الغربي، وكانت أراضيها خصبة ومنتجة. وبخروج السكان الأصليين، فقدت المدينة عمادها الاقتصادي".

وأكد محمد أن عودة الأهالي إلى محلاتهم التجارية وأراضيهم الزراعية ستعيد لعفرين حيويتها، مشدداً على أن "كل عودة جديدة تمثل خطوة نحو إعادة الإعمار والنهوض من جديد".

أما مصطفى حيدر (40 عاماً) فأوضح أن استلام المحاصيل في السنوات الماضية كان يتطلب دفع مبالغ كبيرة للفصائل المسيطرة كإتاوات، لكن الأوضاع باتت "أقل تعجيزاً" بعد سقوط نظام البعث. ومع ذلك، يرى أن نسبة العائدين لا تزال محدودة جداً ولا تكفي لإحياء المنطقة، ويختتم بدعوة صريحة: "عفرين بحاجة إلى أبنائها. لا يمكن أن تعود كما كانت إلا بعودتهم واسترداد ممتلكاتهم".

خروج اليد العاملة الماهرة والشباب من عفرين أثر سلباً على الزراعة والتجارة، حيث لم تُستثمر المحاصيل كما في السابق، وفقدت الأسواق حيويتها. عودة السكان الأصليين تعني استعادة دورة الإنتاج الزراعي والتجاري، وإعادة التوازن الاجتماعي الذي اختل خلال سنوات التهجير.

وتتفق شهادات السكان على أن مستقبل عفرين مرهون بعودة سكانها الأصليين. فبينما يطرح البعض مخاوف من الانتهاكات والعراقيل الإدارية، يبقى الأمل معقوداً على أن تعود المدينة إلى أبنائها لتستعيد دورها كمركز زراعي وتجاري نابض بالحياة.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: