الأحد, 20 يوليو 2025 03:23 PM

تحالفات «قسد» والعشائر العربية في دائرة الضوء مجدداً بعد أحداث السويداء

تحالفات «قسد» والعشائر العربية في دائرة الضوء مجدداً بعد أحداث السويداء

«الشرق الأوسط» تحاور ممثلي قبائل عربية… وباحث يستبعد مواجهات عشائرية في الجزيرة

أعادت أحداث السويداء الدامية، التي وقعت بين فصائل محلية درزية وقبائل البدو المؤيدة للحكومة في دمشق، إلى الأذهان التساؤلات حول تحالفات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) والعشائر العربية. وقد أثارت مشاركة عشائر عربية في القتال إلى جانب البدو تكهنات بإمكانية تكرار سيناريو مشابه في شرق وشمال سوريا، حيث تسيطر «قسد» المدعومة أمريكياً.

وقد تعزز هذا الاحتمال بوصول آلاف المقاتلين العشائريين إلى جبهات القتال في السويداء، استجابة لنداء عام من عشائر في محافظات حلب ودير الزور والرقة، وهي مناطق تتقاسم السيطرة عليها «قسد» والحكومة السورية.

الشيخ مانع حميدي دهام الجربا، شيخ مشايخ قبيلة شمر العربية، يستبعد الربط بين أحداث السويداء والوضع في منطقة الجزيرة السورية. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أشاد بدور «قسد» وقائدها الجنرال مظلوم عبدي في تحقيق توافقات سياسية خلال هذه المرحلة، مؤكداً أن الشراكة معهم أثمرت عن تفاهمات تاريخية.

وتتبع قبيلة شمر، المتواجدة بشكل رئيسي في محافظة الحسكة، قوات «الصناديد» التي تأسست عام 2013 ويقدر عددها بين 7 و10 آلاف مقاتل. وتعتبر «الصناديد» شريكاً مؤسساً في «قسد» إلى جانب فصائل عربية محلية من الرقة ودير الزور.

ويضيف الشيخ مانع: «خلال هذه السنوات وصلنا إلى مرحلة نُسمي فيها أنفسنا إخوة التراب، فنحن أبناء منطقة واحدة وأصحاب قضية مشتركة، تجمعنا روح التآخي بين جميع مكونات هذه المنطقة».

وكانت «قسد» قد عرفت نفسها في بيانها الأول عام 2015 بأنها «قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين، تجمع العرب والكرد والسريان، وجميع المكونات الأخرى على الجغرافية السورية». كما وقع قائدها مظلوم عبدي اتفاقاً مع الرئيس السوري أحمد الشرع في 10 مارس يقضي بدمج قواته وإدارته المدنية في وزارة الدفاع وهياكل مؤسسات الدولة مع نهاية هذا العام.

من جهته، أوضح بدر ملا رشيد، الباحث المختص بالشأن الكردي في مركز «رامان» للبحوث، أن «قسد» استندت منذ تأسيسها إلى تحالفات مع مجالس عسكرية عربية ذات طبيعة عشائرية. وأشار إلى أن أحداث السويداء قد تؤثر على هذه التحالفات، وقد تدفع حكومة دمشق إلى زيادة الضغط على «قسد».

واستبعد الباحث فرضية وقوع انتفاضة عشائرية في ظل الجهود الأمريكية لتثبيت الاستقرار، ورفع جزئي للعقوبات الاقتصادية عن سوريا، بالإضافة إلى عملية السلام مع الأكراد في تركيا. كما لفت إلى غياب فصيل عسكري محلي مثل فصائل السويداء، وعدم وجود طرف إقليمي يدعم هذا الاتجاه، مضيفاً أن تركيا منخرطة حالياً في عملية السلام مع «حزب العمال الكردستاني»، ولن تدعم حدوث مواجهات شاملة في مناطق «قسد» حتى لا تؤثر على مسارها الداخلي.

شيوخ عشائر… تأكيد على وحدة سوريا وسلامتها

تنتشر في منطقتي الجزيرة والفرات قبائل وعشائر عربية أبرزها البكارة وطي وشمر وجيس والعكيدات والولدة والبو شعبان، لكنها عانت من انقسامات حادة خلال سنوات الحرب. وشهد صيف العام الماضي مواجهات دامية بعد تمرّد قاده إبراهيم الهفل، شقيق شيخ عشائر قبيلة العكيدات مصعب الهفل، ضد «قسد»، بدعم من النظام السوري السابق وميليشيات إيرانية.

أكرم محشوش الزوبع، رئيس مجلس الأعيان في الإدارة الذاتية ومستشار قبيلة الجبور العربية، شدد على أن الدعوات والتحركات التي تتحدث عن مواجهات بين «قسد» وعشائر محلية لا تمثل قيم العشائر العربية، مؤكداً على وحدة المكونات وحرصهم على بلدهم وقواتهم.

وأشار إلى أن «قسد» تمثل جميع المكونات، وأن مناطق الإدارة الذاتية هي الأكثر استقراراً، مؤكداً على أنهم أصحاب الأرض ويقررون مصيرهم. كما أكد على وحدة وسلامة الأراضي السورية.

ويتفق الشيخ حامد الفرج شيخ عشيرة الولدة العربية مع هذا الكلام، مؤكداً دعم أبناء العشائر العربية لقوات «قسد». ودعا إلى تكاتف الجميع للوقوف ضد المشاريع التي تسعى لضرب الاستقرار في مناطق الإدارة، مشيراً إلى أن «قسد» قضت على الإرهاب وتحمي أمان شعوب المنطقة.

إلا أن هذه المواقف المؤيدة لـ«قسد» لا تلقى إجماعاً بين العشائر العربية، حيث يوجد منتمون إليها يقيمون خارج مناطق الإدارة الذاتية يعارضون سيطرتها ويؤيدون تسليم مناطقهم لحكومة الرئيس أحمد الشرع في دمشق.

مشاركة المقال: